بعدما تغيب الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة، اليوم، عن إفتتاح ملتقى «التاريخ الشفوي في أوقات التغيير الجندر والتوثيق وصناعة الأرشيف» افتتح الملتقى الدكتور محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، بالتعاون مع مؤسسة «المرأة والذاكرة» وهيئة الأممالمتحدة للمرأة بكلمة عن تأصيل التاريخ الشفوى للنساء، فيما تحدث «أبو الفضل» عن دور المرأة في الثورات بداية من ثورة 1919 انتهاءً بثورتي 25 يناير و 30 يونيو، وكذلك دعا إلى أن تتبوأ المرأة دورها كصانعة للتاريخ، وأن نلقى الضوء على المهمشين والمهمشات فى مجتمعاتنا العربية، متابعا أن وسائل التكنولوجيا الحديثة ساهمت في إحداث تغييرات في مجال التاريخ الشفوي وضم ممارسين وجمهور جدد اليه. يهدف الملتقى إلى توطيد العلاقات بين العلماء والباحثين والطلاب والفنانين، وممارسي التاريخ الشفوي وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الآراء والتجارب فيما يخص التحديات التي تواجه مشروعات التاريخ الشفوي في أوقات التغيير مع التركيز على قضايا الجندر، ويركز الملتقى على توثيق السرد الشفوي المتعلق بالثورات في العالم العربي، كما يدعو مشاركين على النطاق الدولي للمشاركة بتجربتهم عن توثيق تجارب الثورات وفترات التغيير في أماكن أخرى من العالم. فيما قالت الدكتور هدى الصدة، رئيس مجلس الأمناء وعضوة مؤسسة المرأة والذاكرة، إن في ستينيات القرن الماضي، كانت مشروعات التاريخ الشفوي فى صدارة الحركات الاجتماعية التحريرية بشكل عام، والحركات النسوية بشكل خاص، مشيرة إلى أن المؤرخات النسويات قمن بتحدي التيار السائد في سرد التاريخ الذي كان يساهم في خلق صورثقافية نمطية سلبية عن دور النساءفي التاريخ والمجتمع، فتم توثيق أصوات النساء المهمشة وإدخال وجهات نظرهن المتنوعة في السرد التاريخي. توضح «الصدة» أن تزايد التحولات الجذرية والثورات التي طرأت على المنطقة العربية يفرض تحديات على متخصصي التاريخ الشفوي فيما يتعلق بدور التاريخ الشفوي في أوقات التغيير وحدوده، يُذكر أنه حتى نهاية القرن العشرين، لم يتواجد في العالم العربي أرشيف لأصوات النساء، بالرغم من وجود بعض المجهودات للتوثيق والتي كانت جزءا من مشاريع بحثية فردية. إلا أن القرن الواحد والعشرين شهد تزايدا ملحوظا في مشروعات التوثيق بشكل عام، ولأصوات النساء العربيات بشكلخاص. كانت قد أدت أحداث كالانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، وغزو العراق عام 2003، وغزو لبنان عام 2006، ومؤخرا، موجة الثورات العربية عام 2011، إلى إحداث تحولات تاريخية جذرية، والتي لا زالت معانيها سببا في النزاع والنقاش بين الأطراف التي تحمل الآراء المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، فيما كانت قد أطلقت مؤسسة المرأة والذاكرة بالتعاون مع هيئة الأممالمتحدة الموقع الإلكتروني لمشروع «أرشيف أصوات النساء» والذي يقوم على البحث في أدوار النساء في التاريخ الثقافي والفكري وتوثيق مساهماتهن، بهدفإلقاء الضوء على دور النساء كناشطات وقائدات ومشاركات في الحركات السياسية الهادفة للتغيير في مصر. تحدثت في الجلسة الأولى للملتقى الدكتورة فيحاء عبدالهادي، المستشارة البحثية والكاتبة، عن إنتاج المعرفة البديلة والمساهمة السياسية للنساء ودور المرأة الفلسطينية منذ الثلاثينيات، وأضافت أن أهمية الملتقى تكمن من واقع ضرورة استكمال مشروع التاريخ الشفوي للمشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية، الذي تناول فترة الثلاثينيات حتى أواسط الستينيات، والذي أبرز أدواراً سياسية عديدة قامت بها النساء، لم تدون، ولم يعرف عنها، أو يعترف بها. وتحدثت أيضا عن مرحلة تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وانطلاق العمل المسلح الفلسطيني عبر منظمة التحرير، بعد تأسيسها عام 1964، وتناولت مفاصل في تاريخ الشعب الفلسطيني التي شهدت ازدياد مشاركة المرأة السياسية، خاصة بعد عام 1967 الذي شهد هزيمة الجيوش العربية واحتلال القدس، كما وثقت انتماء المرأة الفلسطينية المسلحة، وتزايد أعداد المنتميات للعمل التنظيمي العسكري، وكذلك ولادة لجنة التوجيه الوطني مطلع السبعينيات وبداية الأعمال السرية المناضلة في الداخل الفلسطيني عبر مختلف التنظيمات التي انتمت لها المرأة الفلسطينية، وأوضحت «عبد الهادي» أنها بصدد إصدار مؤلفها الخامس للفترة من «1982حتى 1993» التي شهدت اتفاقية أوسلو للسلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.