تعددت إشارات الامتعاض من الدول الغربية تجاه روسيا في الفترة الماضية، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، خاصة بعد إنجاز الاتفاق النووي الإيراني، ليتفاجئوا بالتقارب الإيراني الروسي سواء من الناحية العسكرية أو التجارية أو السياسية، وهو ما أثار امتعاض إسرائيل، ويبدو أنها نقلت هذا الغضب والامتعاض إلى حليفتها الأمريكية التي كثيرًا ما حذرتها من الاتفاق النووي الذي جعل الدبلوماسية الإيرانية نشطة بشكل يثير مخاوفها. مخاوف صهيوأمريكية تجلت المخاوف الإسرائيلية الأمريكية بعدما أكد نائب وزير الخارجية الروسي "سيرجي ريابكوف"، أن موسكو وطهران ستوقعان صفقة جديدة لتوريد صواريخ "أس-300″ إلى إيران في القريب العاجل، وأضاف "ريابكوف" أن جميع القرارات السياسية قد تم اتخاذها، ولا توجد أي عراقيل أمام تنفيذ العقد المذكور الذي يواصل الطرفان اتصالات عملية بشأنه. يبدو أن القيادة الصهيونية قد ألقت بالائمة على إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، على اعتبار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" حذر مرارًا وتكرارًا حليفه "أوباما" من توقيع الاتفاق النووي الذي يسقط العقوبات الدولية على إيران، والذي وصفه دائمًا في جميع خطاباته بأنه "خطر كبير". الإدارة الأمريكية سعت إلى حفظ ماء وجهها أمام إسرائيل، خاصة مع تغني "أوباما" في كل خطاباته ب"دعم أمريكا لإسرائيل والحفاظ على أمنها"، وهو ما دفع الرئيس "أوباما" إلى عقد صفقة أسلحة جديدة مع القيادة الصهيونية في محاولة لاسترضائها. صفقة جديدة أكد مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية، أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل على بعد أسابيع من التوصل إلى مسودة اتفاق بشأن الانتاج المشترك لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي "مقلاع داود"، ولفت نائب الأميرال "جيمس سيرنج" إلى أن "المناقشات والمفاوضات مستمرة مع إسرائيل بشأن النظام الدفاعي الذي اجتاز سلسلة من الاختبارات في ابريل، ومن المتوقع أن يدخل العمليات العام القادم"، وأوضح مساعد وزير الحرب للاستراتيجية والخطط والقدرات "روبرت شير"، إن "الحكومة الأمريكية قدمت أكثر من ثلاثة مليارات دولار لإسرائيل من أجل النظام مقلاع داود وغيره من برامج الدفاع الصاروخي منذ العام 2001″. ويجري تطوير وصناعة النظام "مقلاع داود" بالاشتراك بين شركة "رافائيل" للأنظمة الدفاعية المتطورة في إسرائيل، وشركة "رايثيون" إحدى أكبر شركات السلاح الأمريكية، وصمم النظام "مقلاع داود" لإسقاط الصواريخ التي يتراوح مداها بين مئة كيلومتر و200 كيلومتر، أو الطائرات أو صواريخ كروز التي تحلق على ارتفاع منخفض. إبتزاز صهيوني منذ عقد الاتفاق النووي تسعى القيادة الصهيونية إلى ابتزاز أمريكا، من خلال استغلال أي شارده أو وارده لعزف سيمفونية "خطر الاتفاق النووي"، وهو ما وقع فيه الرئيس الأمريكي بالفعل، فبعد إقرار الاتفاق لم يترك "أوباما" خطابًا إلا وأقر فيه بالتزام أمريكا حفظ الأمن القومي الإسرائيلي، كما أكد "أوباما" أنه سيزيد من قيمة المساعدات الأمنية والعسكرية للاحتلال الصهيوني، وذلك خلال حديثه في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز". في إطار محاولة واشنطن استرضاء تل أبيب، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في مايو الماضي أنها قد صادقت على صفقة ستزود بموجبها إسرائيل بأسلحة هجومية متطورة بمبلغ إجمالي يصل إلى 1.8 مليار دولار، تشمل 14500 جهاز "جي-دام" المخصص للطائرات الحربية ويسمح بتوجيه إصابة دقيقة للهدف، و8 آلاف قنبلة من طراز "ام كي-82″ و"ام كي-83″ الملائم لتركيب جهاز "جي-دام" عليها، إضافة إلى 50 قنبلة ذكية قادرة على اختراق الباطون المسلح بسمك ستة أمتار، و4100 قنبلة بزنة 110 كيلوغرامات، كما يحصل سلاح الجو الإسرائيلي في هذه الصفقة على 3000 صاروخ "هيلفاير" لمروحيات الأباتشي. وفي أغسطس الماضي، أجرى سلاح الجو الإسرائيلى مناورات هى الأكبر فى تاريخ إسرائيل مع سلاح الجو الأمريكى، وقال التليفزيون الإسرائيلي حينها أن المناورات أجريت بالقاعدة الجوية الأمريكية "بنيفدا" بمشاركة طائرات من نوع "إف- 35″، لتكون المرة الأولى التى تشارك فى مناورات بها هذا الطراز المتقدم من المقاتلات.