تطورات جديدة وسريعة شهدتها اليونان خلال الفترة الأخيرة ، لاسيما بعد استقالة رئيس الوزراء اليساري ألكسيس تسيبراس، حيث كلف الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس رئيسة المحكمة العليا بترأس الحكومة الموقتة في البلاد، إلى حين إجراء انتخابات مبكرة، بعد فشل أحزاب البرلمان الكبيرة في تشكيل حكومة، مما طرح عدة أسئلة ستجيب عنها الأيام المقبلة وهي هل تنقل امرأة اليونان إلى بر الأمان؟ . وأدت باغوس، أول إمراة ترأس الحكومة في البلاد، اليمين الدستورية في المقر الرئاسي في العاصمة أثنيا، بحضور بافلوبولوس، لتتوجه بعدها إلى مقر الحكومة فتستلم مهامها من تسيبراس المستقيل. وباغوس (65 عامًا) هي الرئيسة السادسة عشرة للحكومة في اليونان بعد التحول الديمقراطي في البلاد عام 1974، وتسلمت منصب نائبة رئيس المحكمة العليا عام 2014، لتنصب رئيستها بموجب قرار مجلس الوزراء في (يوليو) الماضي، ووقع الاختيار عليها بعدما اعتذر بانايوتيس لافازانيس، زعيم حزب الاتحاد الشعبي، ثالث أكبر أحزاب البرلمان اليوناني، عن عدم قدرته على تشكيل حكومة ائتلافية. ويأمل اليونانيون أن تتمكن أول امرأة تكلف تشكيل حكومة في اليونان من أن تستطيع جمع التناقضات اليونانية، في بلاد تشهد أسوأ أزمة اقتصادية لها في تاريخها، لكي تعيد الحياة إلى السياسة اليونانية، بإجراء انتخابات مبكرة، هي بمثابة استفتاء شعبي يحكم توجه السياسة اليونانية للسنوات القادمة. و كان تسيبراس دعا إلى استفتاء شعبي في 8 (يوليو) الماضي للاستماع إلى رأي الشعب في مسألة الشروط القاسية والتقشف التي يفرضها الدائنون على اليونانيين، فرفضها الشعب اليوناني، لكنه عاد وقبل بها أمرًا واقعًا بعدما أوصل اليوناني إلى حافة نفيها خارج الاتحاد الأوروبي. ورغم انشقاق قسم من أركانه عنه، يبقى حزب "سيريزا" متصدراً نيات التصويت بحصوله على تأييد 23 % من الناخبين، استناداً الى استطلاع للرأي اجراه معهد "بروراتا" لحساب صحيفة "ايفيميريدا تون سينتاكتون" اليسارية، وهو يتقدم ب3,5 نقاط حزب الديموقراطية الجديدة اليميني الذي يحظى بتأييد 19,5 في المئة من الناخبين. غير ان تسيبراس استبعد منذ الآن تشكيل ائتلاف مع المعارضة المحافظة، ومع حصوله على 3,5 في المئة من نيات التصويت، يتوقع ان يدخل حزب الوحدة الشعبية الجديد بزعامة بانايوتيس لافازانيس الذي انشق عن "سيريزا" مع 24 نائباً آخر، مجلس النواب بتخطيه عتبة الثلاثة في المئة المطلوبة لذلك، ولكن قبل أقل من شهر من موعد الانتخابات لا يزال ربع الأشخاص المستطلعين (25,5 في المئة) يقولون إنهم لم يحسموا خيارهم بعد. رئيس الوزراء اليونانى الذي قدم استقالته بعد فقدان حكومته لأغلبيتها البرلمانية بعد حركة تمرد داخلية في حزبه سيريزا قادها النواب الرافضون للاتفاق المالي مع المانحين والمؤيدون لخروج اليونان من منطقة الأورو طالب مواطنى بلاده بإعادة انتخابه لتشكيل حكومة جديدة، وقال إنه بحاجة إلى المزيد من الوقت فى الحكم، وأضاف أن الأحزاب المؤسسة حكمت على مدى 40 عاما، أما هو فلم يستمر فى الحكم سوى نحو 7 أشهر، وأن تركيزه كان منصبا بصورة رئيسية على المفاوضات مع الدائنين، قائلا إنه حان الوقت للتعامل مع الشأن الداخلي. جاء هذا فى الوقت الذى حصلت فيه اليونان الأسبوع الماضي على أول دفعة من حزمة الإنقاذ المقررة بموجب الاتفاق الذى أبرمته مع الدائنين بقيمة 13مليار يورو، بالإضافة إلى 10مليارات لإعادة رأسملة البنوك، كما سيكون بإمكان اليونان وفقا لهذه الدفعة رد 3٫2 مليار يورو من ديونها للبنك المركزى الأوروبى لتجنب التخلف عن السداد.