قال موقع الفريك إن المجاعة هي من أكثر الكلمات المؤثرة مع القدرة على استحضار الصور التي لا تطاق من المعاناة الإنسانية واليأس والفشل العالمي، ومن الناحية النظرية، ينبغي أن يكون هناك ما يعادل انذار حريق انساني لإستخدامه في حالات الطوارئ المطلقة. في الأسبوع الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي محذراً أن اليمن ستواجه مجاعة اذا استمر بها الحال كما هو، ويقول المهتمون بحقوق الانسان أن الاممالمتحدة حذرت نفس التحذير العام الماضي حول الأحداث في جنوب السودان، ولكن السؤال هنا هل كلمة مجاعة التي تحذر منها الاممالمتحدة دفعت العالم بان يتجه الى تلك الأماكن المتضرره من العالم وإذا اكتفت فقط بالتحذير فلماذا؟. من الناحية الفنية، المجاعة لديها تعريف واضح، وتحدث فقط عندما يتم استيفاء إجراءات معينة، وهو نقص ما لا يقل عن 20 في المائة من الغذاء وعدم وصوله لتلك النسبة من الأسر وتتجاوز معدلات سوء التغذية الحاد 30% ، ويتجاوز معدل الوفيات شخصين في اليوم لكل 10،000 شخص، ولكن يتم استخدام كلمة مجاعة أيضا من قبل النظام الإنساني لحشد الاهتمام العالمي، وكان المثال الأكثر شهرة في الحلمة العالمية لتخفيف المجاعة الاثيوبية في عام 1985، تلك المجاعة قتلت أكثر من 400،000 شخص. وقال شاول غيريرو مدير العمليات في العمل الخيري لمكافحة الجوع في المملكة المتحدة " "لقد فقدنا بالفعل القدرة على اشعال العمل باستخدام أي كلمة أخرى سوى كلمة مجاعة ووضعها على قدم المساواة مع الإبادة الجماعية، "وإذا قلنا أن هناك هذا العدد الكبير من الأطفال المعرضين لخطر الموت خاصة في أفريقيا سنتأكد بأن كل محاولات الإغاثة العالمية فشلت في احتضان المشكلة وسنتاكد بان هناك العديد من المناطق لا تزال بعيدة الوصول لتلك الهيئات وأن الزمة تتفاقم والوضع يزداد سوءاً والاسعار في ارتفاع مستمر . وهذا ليس اتجاها جديدا تماما بل أن في عام 2011 في الصومال قتل فيها حوالي 260،000 شخص وكانت أقل بلد غطت فعلياً في وسائل الإعلام الرئيسية، "من الناحية النظرية [المجاعة كلمة] يجب ان تنتزع المزيد من الاهتمام الآن لأنها من النادر أن لا تقال وعند المقارنة بفترة الثمانينيات والتسعينيات سنجد بأن لدينا سلسلة من المجاعات في أماكن مثل السودان وإثيوبيا والصومال، والذي أصبح الآن أكثر تفاقم . والآن هناك عدد من الأسباب المحتملة لفقدان قوة وتأثير كلمة مجاعة ، منها ومنها الطبيعة المتغيرة لنقص الغذاء ، كما أصبح العالم مكانا أفضل في التنبؤ بالأزمات الغذائية ونظم الإنذار المبكرت التي تم تأسيسها، كما تسببت المجاعات معظمها في العنف والنقص الحاد في الغذاء. في الصومال 2011، قال مينخوس، "الحقيقة هي أننا لم نكن نعرف تماما كم من الناس كانوا في خطر كما كان لدينا امكانية وصول محدودة للغاية إلى المناطق المتضررة، وأضاف مينخوس أن السرد في هذه الصراعات هي أيضا أقل بساطة من تلك الموجودة في المجاعات السابقة. في عام 1991 كانت الصومال دولة منهارة تعاني من الحرب وبحلول عام 2011، كان التركيز على بناء الدولة برغم الجوع، وهناك سبب آخر ربما تسبب أيضاً في فقد كلمة مجاعة لصداها وهي التحذير المستمر من الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام منها مما جعلها كلمة بسيطة المعنى والتأثير؟. وعلى الرغم من تأثير الكلمة على الرأي العام والتي قد تكون محدودة، إلا أن الاممالمتحدة عندما أعلنت عام 2011 المجاعة في ثلاث بلدان إفريقية تلقت تبرعات أكثر بكثير من أي وقت مضى.