تحل كارثة جديدة على رؤوس المصريين، ففى الوقت الذى انشغل المسؤولون والإعلام بافتتاح قناة السويس الجديدة، كان أهالى منطقة "زكى مطر" بحى إمبابة يسارعون للهروب خارج منازلهم؛ خوفا من أن تقع فوق رؤوسهم بعدما انهار أحد العقارات، مخلفا أكثر من 25 عقارا بالانهيار بسبب خطأ من الحي. بين البكاء والانهيار والدعوات، تستقبل أهالى منطقة زكى مطر وعود المسؤولين كل صباح منذ حدوث الكارثة التى وقعت مساء الأربعاء الماضي 5 أغسطس، حيث يسكن أهالى المنازل المنهارة "سرداق" بالشارع بجوار منازلهم المنهارة، بانتظار المسؤولين أن ينظرون لهم بعين الرحمة وينقذوا أطفالهم من التشريد الذى سيلاحقهم الأيام المقبلة. "كنا قاعدين فى أمان الله، فجأة لقينا البيوت بتتهز قمنا نجرى".. هكذا بدأت أم محمود، إحدى المتضررين والساكنة بأحد البيوت الآيلة للسقوط مأساتها، مضيفة أن كل الأزمة جاءت لاستصدار صاحب أحد المنازل بالشارع المقابل لهم، قررا من الحى بإحلال وتجديد بيته. وتابعت "أم محمود": "فى مساء يوم الأربعاء الماضى، فوجئنا ببلدوزر فى شوارع إمبابة الضيقة متجها للمنزل من أجل هدمه، وعلى الرغم من موافقة الحى على الهدم، إلا أنه لم يشرف عليه، ولم يرسل سوى مهندسة تبدو أنها قليلة الخبرة"، مضيفة: "بالفعل بدأ الهدم باستخدام البلدوزر، ومع الوصول للطابقين السفليين، شعرنا بهزة أرضية كبيرة جدا، ما دفع المهندسة لطلب الأهالى بإخلاء منازلهم بسرعة، وفور إنهاء الإخلاء، انهار عقار ونصف المقابل والملازم له، وتصدعت باقى العقارات التى تقترب من 25 بجوار المنزل". وأوضحت: "عرض علينا المحافظ تسكيننا فى شقق جديدة ب6 أكتوبر على طريق الواحات، مساحة الوحدة حوالى 35 مترا فقط"، الأمر الذى رفضه الأهالى؛ لبعد المنطقة عن مصالحهم وأعمالهم ومدارس أبنائهم، متابعة: "الشقق التى تتحدث عنها الحكومة يسكنها العرب عن طريق وضع اليد منذ ثورة يناير، وفشلت الحكومة فى استردادها". من جانبه، قال عصام على، أحد المتضررين: "منها لله المهندسة التى أكدت أن استخدام البلدوزر غير مضر، وأقنعت أهل المنزل الذين كانوا يريدون هدمه بذلك"، مؤكدا أن الأهالى سجلوا محاضر ضدها، لكن دون جدوى. وأضاف "على": "نعيش منذ يوم الأربعاء الماضى حتى الآن فى رعب حقيقى؛ خوفا من انهيار المنازل فى أية لحظة، نافيا الأنباء التى ترددت بأن المحافظ صرف أية مبالغ مالية للمتضررين. وأردف: "شقق 6 أكتوبر لاتناسب معهم؛ لابتعادها عن أماكن عملهم ومدارس أبنائهم، بالإضافة إلى أن العرب يسكنونها عن طريق وضع اليد، مستنكرا: "إذا كان الحكومة معرفتش تخرج العرب، احنا هنروح نتخانق معاهم ونخرجهم علشان نلاقى مكان يتوينا!". ببكاء وحسرة، قالت "أم أية"، من أصحاب البيوت المنهارة: "نروح فين إحنا ونيجى منين بس"، موضحة أن الحى وافق على الهدم دون إشراف حقيقى منهم على ما يحدث، مؤكدة أن الأهالى الآن يعيشون فى "سرادق" بالشارع الرئيسى بجانب منازلهم المهدومة أو المهددة بالانهيار، مضيفة: "احنا مش عايزين شقق أكتوبر، على الحى بناء بيوتنا من تانى نعيش فيها". وأكدت أن جيرانها من يتولون أمرهم فيما يخص المأكل والمشرب وغيرها من الأمور المعيشية، نافية صرف تعويضات معيشية لهم 500 جنيه يومياً، مختتمة: "انقذوا أطفالنا من التشرد". ولفت عدد من الأهالى إلى فقدانهم أحد الأطفال منذ وقوع الكارثة، دون تحرك أحد من المسئولين للبحث عنه تحت الأنقاض التى التهمت كل ما يملك الأهالى، وسط ثبات تمام من الحى صاحب الكارثة. على الجانب الآخر، أرسلت شركة المقاولون العرب عددا من العمال لوضع مساند للمنازل المهددة بالانهيار.