تحاول الأحزاب اليسارية المصرية خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة طبقًا للتجربة التي انتهجتها الأحزاب السياسية التونسية وحققت نجاحًا نسبيًّا في الانتخابات الأخيرة، مكّنها من تكوين أكبر كتلة معارضة داخل البرلمان، حيث حققت الأحزاب اليسارية بتونس تطورًا ملحوظًا في السنوات الثلاث الماضية، استطاعت تأسيس تكتل للجبهة الشعبية، وهو ائتلاف لأحزاب ماركسية وقومية. خاضت الجبهة انتخابات 2014 التشريعية بشكل موحد، وفازت ب16 مقعدًا، وهي نتائج غير مسبوقة في تاريخ الأحزاب اليسارية بتونس. واتفقت بعض الأحزاب المصرية كالتجمع والتحالف الشعبي والتيار الشعبي والحزب الاشتراكي والعدل، على تشكيل تحالف انتخابي يحمل باسم "تحالف اليسار" من المقرر أن تجتمع هذه الأحزاب خلال الأيام القليلة المقبلة لبحث تدشن التحالف. من جانبه قال نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع: هناك اجتماع جمع بعض القوى اليسارية بمصر، واتفقت على خوض الانتخابات بالتنسيق بينها، وتدشين تحالف انتخابي. وأَضاف زكي أن حزب التجمع كان سيخوض الانتخابات مع تحالف الجبهة المصرية في المرحلة الأول، لكن بسبب وجود خلافات وحالة من التلاعب بين الأحزاب الموجودة في التحالف، قرر حزب التجمع الخروج من التحالف بلا رجعة، رغم وجود بعض الدعوات للعودة مرة أخرى، مضيفًا أن الاجتماع الذي حضره عدد كبير من الأحزاب اليسارية ستتبعه سلسلة من الاجتماعات التنظيمية؛ لبحث وضع خطة والبرنامج الانتخابي لهذا التحالف، الذي يسكون العنصر الأول والرئيس فيه تحقيق العدالة الاجتماعية وأهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو. ويقول أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي: أحزاب اليسار المصري تحاول اتخاذ التجربة التونسية كنموذج للعمل بها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة أن هذه التجربة حققت نجاحًا كبيرًا واستطاعت الوصول للبرلمان ب16 مقعدًا. وأضاف شعبان أن الهدف من هذه التجربة توحيد الأحزاب المتشابهة من حيث الفكر والأهداف؛ ليكون لها تمثيل مناسب في البرلمان المقبل، الذي نراه الأصعب والأخطر في التاريخ الحديث، نظرًا لصلاحيات هذا البرلمان الذي يشكل الحكومة ويحاسب رئيس الجمهورية، بجانب الدستور الجديد الذي سيحتاج إلى تشريعات تتماشي مع ثورتي يناير ويونيو.