قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مسؤولين أتراك وأمريكيين أوضحوا أن هناك اتفاق على السماح للطائرات الأمريكية باستخدام القواعد التركية لضرب تنظيم داعش، وهو ما يمهد الطريق لإنشاء منطقة حظر جوي، بحكم الأمر الواقع، في شمال سوريا، وترى الصحيفة أن التفاهم الأخير يعتمد على المتمردين السوريين للمساعدة في السيطرة على منطقة عازلة على طول الحدود التركية، وفقا لمسؤول تركي، وقد تعهدت تركيا باستخدام الطائرات المقاتلة أف-16 للمساعدة في طرد مقاتلي تنظيم داعش من منطقة آمنة بطول حوالي 55 ميلا وعمق 25 ميلا. وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أنه إذا استطاعت المعارضة السورية السيطرة على هذه المنطقة، وفقا لمسؤول تركي، فسوف تكون محمية من قبل الضربات الجوية للتحالف، وعلى هذا يمكن للاجئين السوريين، ما يقرب من مليوني شخص يعيشون في تركيا، العودة إلى بلدهم، وتضيف الصحيفة أن الخطط المتطورة تفتح جبهة جديدة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للولايات المتحدة في حربها ضد داعش، ذلك أنها يمكن أن تتعثر إذا لم تكن أمريكاوتركيا قادرتين على إمداد المتمردين بالدعم الذي يحتاجونه للاحتفاظ بالسيطرة على المنطقة العازلة. وفي هذا السياق، قال مسؤولون أمريكيون وأتراك إن البحث في المقترحات لا يزال جار ويحتاج البلدين للتطرق إلى تفاصيل هامة لإنجاح الاتفاق، ويصر مسؤولون أمريكيون على أن الصفقة لن تؤدي إلى إنشاء منطقة حظر الطيران، إذ إن هذا سوف يحتاج إلى دعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث من المرجح أن تعارض روسيا والصين ذلك. وتعتقد الصحيفة أن الصفقة الأمريكية التركية تشكل فصلا جديدا متقلبا في المعركة ضد داعش، حيث وافقت أنقرة على السماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد على أراضيها لشن ضربات جوية ضد مواقع داعش، وهو الأمر الذي رفضته لفترة طويلة، وذكرت الصحيفة أن الاتفاق يقدم شيئا لكلا البلدين، فتركيا يمكن أن تدعي أن ذلك سيؤدي إلى إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا، وهو ما طالبت به منذ فترة طويلة، ويمكن الولاياتالمتحدة من فتح جبهة عسكرية جديدة في الحرب ضد داعش وإبعاد مقاتليه عن جزء من الحدود التي هي بمثابة شريان الحياة الرئيسي للتنظيم. وتلفت الصحيفة إلى أن المتمردين السوريين الذي يجري تدريبهم وتجهيزهم في تركيا والأردن من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها يمكن في نهاية المطاف أن يلعبوا دورا رئيسا، ففي الشهر الماضي، دخل أكثر من 50 مقاتلا مدربا ومجهزا إلى سوريا مجددا، وفقا لمسؤولين أمريكيين وأتراك، على أن يلتحق هؤلاء بآخرين يقاتلون تنظيم داعش، ومن المتوقع، وفقا للخطط الجديدة أن يتم توفير للقوات السورية المعتدلة نفس النوع من الدعم الجوي الأمريكي الذي سمح للقوات الكردية بالسيطرة على أجزاء من مناطق الشريط الحدودي في شمال سوريا.