«قبل كل شيء، كنت أرغب، دائمًا، في أن أكون كاتبًا، لكنني لم أكن أعرف ما الذي كنت أريد الكتابة عنه في ليمرك، ذلك الحي الفقير والقذر والمكتظ بالفقراء، لأن أي واحد يأتي من تلك الظروف لا يرغب في الكتابة عنها، أنت تخجل منها، لأنك لا تملك أي اعتداد بالذات، لذلك لم تكن لتروى، لقد أحرزت بطريقة ما استحسانًا أو قبولًا من طالب في نيويورك أو من أصدقائي، في الدائرة الاجتماعية، بدأت أروي عن النشأة في حي ليمرك مفترضًا أن البعض كان مبتهجاً ثم ضحكوا لأن هذا الجوع كله عبثي جداً ولا معقول جداً». هذا ما ترجمه الكاتب جهاد هديب، من قول الروائي الأميركي فرانك ماكورت -الذي تمر اليوم ذكرى وفاته- عن هذا التأخير كله في التحول من أستاذ مدرسة كلاسيكي في إحدى ثانويات نيويورك، إلى روائي لامع في السادسة والستين من عمره، في إحدى المقابلات الصحفية. توفي في نيويورك، عن عمر ناهز 78 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، وماكورت وهو مؤلف كتاب "رماد انجيلا" الذي يروي فيه طفولته البائسة في ايرلندا في ثلاثينات القرن الماضي، والذي استحق عليه جائزة بوليتزر عام 1997، وباع خمسة ملايين نسحة في الولاياتالمتحدة وترجم إلى 24 لغة. واعتبر ماكورت ظاهرة أدبية فقد عمل مدرسًا في المرحلة الثانوية لنحو ثلاثين عامًا في مدينة نيويورك وأصدر "رماد أنجيلا" عام 1996، وهو في السادسة والستين من العمر. واعتبر كتاب "رماد أنجيلا" بمثابة سيرة ذاتية لماكورت، روى فيها بنوع من السخرية ذكريات الطفولة والمراهقة في مدينة ليميريك الأيرلندية, بين والد أدمن الخمر وانتهى به المطاف بهجر عائلته, ووالدة اضطرت إلى الاستجداء لتأمين قوت أولادها بصعوبة بالغة، واقتبس من رماد آنجيلا فيلم أخرجه آلان باركر في 1999. ولد ماكورت عام 1930، في حي بروكلين بنيويورك لعائلة أيرلندية كاثوليكية، وبسبب الأزمة المالية في ثلاثينيات القرن الماضي، فشل والداه في العثور على عمل فعادا إلى أيرلندا في 1934, لكن وضعهما ازداد سوءا كما جاء في كتابه الشهير. وفي التاسعة عشرة من عمره عاد إلى نيويورك، حيث مارس مهنًا صغيرة متنوعة, ثم أصبح مدرسًا في 1959، واستأنف في كتابه الثاني "كيف هي أمربكا؟"، الذي صدر في 1999, رواية وقائع سيرته الذاتية. وفي 2005, أصدر كتاب "المدرس" الذي تحدث فيه عن تجربته في نيويورك.