على الرغم من انتهاء المدة الزمنية التي كانت محددة للوصول إلى اتفاق نووي والتي كان آخرها 30 يونيو الماضي، وتمديدها ثلاثة مرات خلال أسبوعين، لا يزال الطرفان يأملان في الوقت الراهن في تسوية الخلافات بينهما، يأتي ذلك مع اكتناف الغموض أجواء المحادثات حيث ترى طهران أنه لا سقف زمني للمحادثات، وتعترف واشنطن بوجود "قضايا صعبة" لا تزال محل خلاف. اجتماعات مكثفة بحث وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" ونظيره الأمريكي "جون كيري" سير المفاوضات في فيينا، وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين أجريا اتصالا هاتفيًا عقد بمبادرة الجانب الأمريكي السبت الماضي، حيث تم مواصلة بحث سير المفاوضات في فيينا الخاصة بصياغة اتفاقية بشأن برنامج إيران النووي. في الوقت نفسه عقد وزراء خارجية الولاياتالمتحدة "جون كيري" وألمانيا "فرانك فالتر شتاينماير"، وفرنسا "لوران فابيوس"، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني"، اجتمعا في العاصمة النمساوية، ويأتي هذا الاجتماع بعد أن أجرى "كيري" و"موغيريني" لقاء مع وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، وفضلا عن "كيري" و"ظريف" و"فابيوس" شارك وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند" في محادثات مغلقة في قصر كوبورغ الذي يستضيف المفاوضات. لا سقف زمني مع تسارع وتيرة المحادثات والاجتماعات المغلقة والجهود التي تقوم بها إيران ومحاوروها الغربيون سعيًا لتجاوز أخر النقاط الشائكة التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الايراني، أعلنت طهران أنها لا ترى سقفًا زمنيًا للتوصل لاتفاق حول ملفها النووي، حيث قالت مصادر مقربة من الوفد الإيراني المفاوض في العاصمة النمساوية، إنه لا يوجد سقف زمني لتحقيق اتفاق نووي نهائي مع القوى الست الكبرى. أجواء المحادثات يكتنف الغموض أجواء المفاوضات وتتضارب الأقاويل حول قرب التوصل إلى اتفاق نهائي ينهي 21 شهر من التفاوض، ففى الوقت الذي يعبر فيه بعض المسئولين عن انجاز الاتفاق خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر، يخرج البعض الأخر ويصعد من حدة نبرته ليعبر عن تأزم الأوضاع وتمسك كل طرف بشروطه، مع اتهام كل جانب للآخر بعدم اتخاذ القرارات اللازمة. لدى خروج وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من لقاءه مع نظيره الإيراني "محمد جواد ظريف"، قال "فابيوس"، "كل شيء على الطاولة، حان وقت اتخاذ قرار"، فيما تحدث وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" عن "بعض المسائل الصعبة الواجب حلها"، من جانبه قال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، إنه سيجري التوصل إلى "تسوية قريبًا"، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة رفع العقوبات سريعًا، كما أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة وشركاءها "أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق" أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن ألمانيا تعتقد بأن من الممكن التوصل إلى اتفاق، في غضون أيام، وأشار المتحدث، إلى أن "المفاوضات مكثفة للغاية، الشيطان يكمن في التفاصيل بالتأكيد"، وأضاف "أتمنى من كل قلبي وأتوقع أيضاً أن نتوصل، خلال الأيام المقبلة، إلى مرحلة اتخاذ قرارات تتعلق بالأمور السياسية"، فيما وصف وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند" المفاوضات بأنها "بطيئة بشكل مؤلم". من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" أن المفاوضين سيمضون عطلة نهاية الأسبوع في فيينا على الأرجح، ملقيًا باللوم على الغرب في الأزمة، ومشيرًا في هذا الإطار إلى أنه "الآن هم لديهم مطالب مفرطة"، وأضاف "أحرزنا تقدماً، إلا أننا لم نصل بعد إلى النقطة المطلوبة"، وأوضح أن "المفاوضات النووية تواجه صعوبات، وخصوصاً هي في أيامها الأخيرة"، وذكر أن أعضاء مجموعة "5+1″ لديهم مواقف متباينة، وهو ما يصعّب التوصل إلى اتفاق، من جانبه انتقد المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" ممارسات واشنطن، وأكد على ضرورة التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر انها "أفضل مثل على الغطرسة". آخر ما وصلت إليه المحادثات قالت مصادر مقربه من المفاوضات، إن "98 في المائة من النص قد انجز، ويبقى بعض الفراغات يجب ملؤها تتعلق خاصة بمسألتين أو ثلاث مسائل هامة"، معتبرًا انه "يتوجب الأن اتخاذ قرارات سياسية، وان اتخذت فإن الأمور ستسير بسرعة". تتعثر المفاوضات حتى الأن لسببين، أولهما رفع القيود عن الأسلحة كما تطالب طهران بدعم من موسكو، لكن الأطراف الغربية تعتبر أن هذا المطلب حساس ويمثل تهديد كبير خصوصًا مع وجود نزاعات عدة في سوريا والعراق واليمن، وثانيهما ما يتعلق بوتيرة رفع العقوبات، ففيما يرغب الإيرانيون برفعها على الفور دفعة واحدة، يريد الغربيون أن يكون رفعها تدريجيًا مع امكانية العودة إليها في حال انتهاك الاتفاق، كما تطالب مجموعة "5+1″ بأن يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من دخول مواقع عسكرية "إن اقتضت الضرورة"، وهو ما يرفضه بعض المسئولين الإيرانيين.