خبراء: عجز الجسم عن التعامل مع الزيوت المهدرجة يحولها لدهون "سلامة الغذاء": السمن النباتي بالأسواق آمن.. وفتح الملف سببه المنافسة تمثل العادات الغذائية ونوع الطعام الذي يتناوله المصريون أحد الأسباب التي تساهم بشكل أساسي في تدني الحالة الصحية العامة، وانتشار كثير من الأمراض، وكشفت دراسة حديثة أجراها العالم المصري الدكتور جمال الدين إبراهيم، أستاذ علم السموم بكاليفورنيا، ومدير مركز علوم الحياة بالولايات المتحدةالأمريكية، أن 90٪ من أمراض القلب في مصر ترجع إلي استخدام السمن الصناعي، المنتج من الزيوت النباتية المهدرجة. وأشارت الدراسة إلى أنه عند تحليل جزيء المسلى البلدي وجد أن ذرات الهيدروجين به موضوعة بشكل هندسي طبيعي، وعند دخولها جسم الإنسان يتعرف عليها الجسم ويتعامل معها بتكسيرها، فيما تكون ذرات الهيدروجين في المسلى الصناعي موجودة بطريقة عشوائية لا يستطيع الجسم التعامل معها، فيقوم بتخزينها علي هيئة دهون علي القلب والكبد وعلي جدار شرايين الأوعية الدموية في المخ، مما يؤدي إلي الإصابة بتصلب الشرايين والجلطات وأمراض القلب المختلفة. فيما حذر الدكتور السيد حماد، زميل التغذية الإكلينيكية بالمعهد القومي للتغذية من استخدام السمن النباتي في الغذاء لما يسببه من أمراض خطيرة تؤثر على صحة الإنسان كأمراض القلب وتصلب الشرايين، وقدرته على تشجيع الجسم لتكوين خلايا سرطانية لأنه يطلق "الشقوق الحرة" التي تعمل على خفض مناعة الجسم مما يزيد من نسب الإصابة بالأورام الخبيثة . وأوضح أن السمن النباتي يصنع وفقا لتكنولوجيا هدرجة الزيوت لتحويله من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة في درجة حرارة الغرفة، وذلك عن طريق إضافة ذرات الهيدروجين التي تنتج أحماضا دهنية متحولة تتغير خصائصها الفيزيائية والكميائية بحيث تتلاءم بصورة أكبر مع متطلبات مصنعي الأغذية، ولذلك لابد أن نحرص على التأكد من مصدر الدهون في المخبوزات والحلويات التي تباع بالمحال، ويجب التقليل منها، لافتا إلى أن تلك الدهون تخفض نسبة الكولسترول عالي الكثافة المعروف ب"الكوليسترول الحميد"، وترفع نسبة الكولسترول منخفض الكثافة أو "الكوليسترول السيئ"، كما تتسبب هذه الدهون في الإصابة بالالتهابات بصورة متكررة، وباختلال وظيفي في بطانة الأوعية الدموية، وبمقاومة الأنسولين أو إضعاف مفعوله، كما تؤدي إلي ترسب الدهون حول الأحشاء الداخلية، وعدم انتظام ضربات القلب. وينصح أخصائيو الأغذية بتناول الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت بذرة القطن وغيرها، فهي أكثر صلاحية وأقل ضررا، ورغم أن زيت النخيل جيد إلا أنه يحتوي علي نسبة عالية من الأحماض الدهنية المشبعة، ولذلك يفضل عدم تناوله بكميات كبيرة، أما منتجات الزيوت المهدرجة فيفضل عدم تناولها حفاظا علي الصحة. وكشف الدكتور نبيه عبد الحميد إبراهيم، مدير المركز المصري لسلامة الغذاء، أن السمن النباتي المتواجد بالأسواق المصرية ليس زيوتا مهدرجة ولا يسبب أضرارا صحية، وأن الزيت المستخدم في التصنيع هو زيت النخيل الذي يمتاز بأسعاره الملائمة للحالة الاقتصادية المصرية، ويوجد هذا الزيت في الأساس على الحالة الصلبة ويتم تعريضه لدرجات حرارة حتى يتحول لصورة سائلة، قبل أن يعاد تحويله إلى الصورة الصلبة بعد تعرضه لدرجات حرارة منخفضة، لتحدث له عملية بلورة ويصبح به السمن على صورته النهائية، مؤكدا أنه أثناء التصنيع لا يتم اللجوء إلى هدرجة الزيت، وبالتالي لا تتكون الدهون المتحولة المتسببة في الإصابة بالعديد من الامراض الخطيرة. وأوضح أن نسبة الزيوت المشبعة بالسمن النباتي المنتج من زيت النخيل تتعدى ال60%، ولكي يحدث توازن بين الأحماض المشبعة وغير المشبعة يجب إضافة الزيت على صورته الطبيعية السائلة أثناء طهي الطعام للحد من انتشار أمراض تصلب الشرايين وأمراض السكر من النوع الثاني الناجمة عن زيادة نسبة الدهون بالجسم، والتي لا يتم التخلص منها بالحرق عن طريق الحركة، بخلاف سوء التغذية الناشئ عن أن المواطن المصري لا يحتوى طعامة إلا على 60 جم فقط من الخضروات والفاكهة، في حين أن النسبة العالمية منه يجب أن لا تقل عن 500 جرام يوميا ليحدث توازن داخل جسم الإنسان. الدكتور نبيه، أشار إلى أن فتح ملف السمن النباتي سببه الحروب الاقتصادية بين الدول المنتجه للزيوت، فأمريكا أكبر دول العالم في إنتاج زيت الصويا الذي تعتمد عليه بعض الدول في صناعة السمن النباتي، أما زيوت النخيل فتتصدر إنتاجه دول شرق آسيا وماليزيا والصين، وهناك ميزات نسبية لكل دولة في إنتاج السمن من الأنواع المختلفة للزيوت وفقا لما تنتجه منها محليا. فيما قالت الدكتورة هبة سعيد عبد الحليم، زميل تغذية بالمركز القومي للتغذية، إن هناك 3 أنواع من الدهون صالحة للتغذية دون غيرها أولها زيت الزيتون المعصور على البارد، ويكون على الصورة السائلة في درجة حرارة الغرفة، ويفضل استخدامه دون تعرضه لدرجات حرارة، والنوع الثاني هي مجموعة الزيوت التي تستخدم في القلي كزيت عباد الشمس والذرة، وتستخدم لمرة واحدة فقط، أما زيت الكتان وزيت بذرة القطن فيمكن استخدامهما لمرتين، والنوع الثالث هو الدهون الحيوانية "السمن البلدي" سواء البقري أو الجاموسي، فهي من الأنواع الجيدة في الطهي، ويمكن خلط الزيت بالسمن الطبيعي "البلدي"لتفادي ارتفاع التكلفة التي لا يستطيع السواد الأعظم من الأسر المصرية تحملها. وأوضحت أن السمن النباتي من أخطر أنواع الدهون التي يضطر المواطن المصري لاستخدامها لانخفاض أسعارها مقارنة حتى بالزيوت، إلا أنه يجب أن نمتنع تماما عن تناولها لما تسببه من أمراض تصلب الشرايين وأمراض القلب المختلفة.