"داخل أحد الملاهي الليلية، يتناول الخمور بصحبة أحد تلاميذته من حاملي الدكتوراة، وسكرتير عام الحزب اليساري، الذى يترنح يمينا ويسارا على كرسيه، حاملا بإحدى يديه كأسا من الخمر والثانية سيجارة، وسط الموسيقى الصاخبة".. طل الدكتور فوزى جمعة، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، الدور الذي يمثله الفنان عادل إمام في مسلسل أستاذ ورئيس قسم، الأمر الذى أثار غضب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات؛ كونه يقلل من شأن الأستاذ الجامعي ويظهره للمجتمع على أنه يعمل في الصباح مربيا للأجيال، وفي الليل يلهو من الراقصات ويتناول المسكرات. يقول الدكتور عبد الله سرور، وكيل نقابة علماء مصر، إن المسلسل عرض بعض الحقائق التى تحدث داخل الوسط الجامعي، مثل التسلط الأمنى، الذى انتهى بعد ثورة يناير، كما عرض مظاهر النفاق والتلون وهذه خصيصة إنسانية لا ترتبط بمهنة، كما أنه تطرق إلى المبالغة الزائدة فى بعض المواقف ما يشبه الملح الزائد فى الطعام الذى يفسده ويفقده طعمه وحلاوته. وأضاف "سرور" أن المسلسل مال في بعض مواقفه إلى الإسفاف والابتذال والافتراء على الحق، فى ظهور الأستاذ الجامعى فى ملهى ليلى مع سيدة لعوب ويرسل لها الخمر، الأمر الذى لا يليق بأستاذ جامعى يفترض فيه أن يكون المثل والقدوة. من جانبه، قال الدكتور وائل بهجت، الأستاذ بجامعة الإسكندرية: "بالفعل يوجد سلبيات كثيرة داخل الجامعات المصرية، كما هو موجود داخل أي مؤسسة في الدولة، لكن لا يوجد في الواقع أستاذ جامعة بهذه المبادئ اليسارية، والانحطاط، واصفا المسلسل ب"الفاشل وغير واقعي ودون قصة أو هدف". وتساءل "بهجت": هل صورة الأستاذ الجامعي "الخامورجي" اللي عامل فيها ثوري هي الصورة التي نصدرها للمجتمع؟، مضيفا أن المشهد يؤكد أننا نعيش فى دولة لا تعي أهمية العلم والعلماء، ولا تقدر مكانتهم وتسعي علي مدار سنوات طويلة للحط من شأنهم". وفى نفس السياق، أوضح الدكتور محمد كمال، الأستاذ بجامعة أسيوط، أن المسلسل يمثل هدم قيمي لشخصية أستاذ الجامعة، مضيفا: "اليوم يكمل الممثل تدميره لكل ما له قيمة في المجتمع وتشويهه للوظائف التي يجب أن تمثل قيمة أخلاقية بمسلسله الذي لم تخلو أول حلقتين من جهل مطبق"، مضيفا أنه من السهل رفع دعوى قضائية عاجلة أو تقديم بلاغ للنائب العام لوقف عرض المسلسل؛ لأنه يهين أستاذ الجامعة في المطلق، لكنها لن توقف عرض المسلسل، بعد إنفاق ما يزيد عن مائة مليون على مسلسل "تافه" – بحسب تعبيره.