على واقع الوضع الأمني المضطرب الذي تشهده العاصمة الليبية طرابلس منذ أعوام بعد انتشار الجماعات المسلحة وعدم سيطرة الدولة وجيشها على معظم المناطق، اقتحم عناصر من كتيبة ليبية مسلحة مقر القنصلية التونيسية العامة في طرابلس واحتجز 10 من موظفي البعثة، بحسب ما أكدت وزارة الخارجية التونسية. أعلنت الحكومة التونسية تشكيل خلية أزمة واسعة من أجل العمل على الإفراج عن الموظفين، فيما أكدت حكومة طرابلس المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام في ليبيا المنتهي ولايته سعيها لإطلاق المخطوفين التونسيين. يرى مراقبون أن احتجاز الموظفين التونسيين له صلة بمسألة اعتقال تونس وليد القليب، القيادي البارز في تنظيم فجر ليبيا، والذي رفضت السلطات التونسية الإفراج عنه. يذكر أن أجهزة الأمن التونسية قد اعتقلت القليب في مطار قرطاج بتهمة التورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا واستهداف مواطنين تونسيين واحتجازهم في معتقلات الغرب الليبي. وقال القنصل التونسي العام في ليبيا إبراهيم الرزقي -الذي تم تعيينه بهذا المنصب في مارس الماضي- إن احتجاز تونسيين في طرابلس الشهر الماضي كان ردا على اعتقال القيادي بقوات فجر ليبيا. أكد راديو جوهرة "إف إم" التونسى، الجمعة، أن محتجزي أعضاء القنصلية التونسية فى طرابلس هددوا بالتصعيد ضد المتحجزين فى حالة عدم الإفراج عن القيادى في فجر ليبيا، وليد القليب، المحتجز لدى النيابة العمومية التونسية، وأشار مصدر إلى أن مفاوضات حثيثة تجري حاليا على أعلى المستويات السياسية بين تونس وليبيا للإفراج عن المختطفين، مبينا تمسك الأطراف الخاطفة بشرط إطلاق سراح وليد القليب قبل أن تلجأ للتصعيد. وأجرت تونس في مايو الماضي مفاوضات طوال 10 أيام من أجل الافراج عن 254 تونسيا احتجزتهم ميليشيا تابعة لفجر ليبيا ردا على توقيف تونس أحد قيادييها، وفي 2014 تم اختطاف دبلوماسي وموظف بالسفارة التونسيةبطرابلس قبل الإفراج عنهما، وكانت جماعة ليبية مسلحة تقول إنها تابعة لتنظيم داعش المتطرف أعلنت في يناير الماضي قتل الصحافيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري. ميدانياً في ليبيا، تجددت الاشتباكات بين مجموعة من الكتائب المسلحة و«داعش»، في مدينة درنة شرقي ليبيا، غداة إعلان الأولى الحرب رسمياً على التنظيم، الذي قتل قادة من تلك الكتائب، وقالت مصادر أمنية في بنغازي، إن «المواجهات المسلحة تجددت، في وقت، بين مجلس شورى مجاهدي درنة (بقيادة كتيبة شهداء أبو سليم ) وداعش، في أكثر من منطقة بالمدينة». دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، برناردينيو ليون، أمس، إلى ضرورة إيجاد تسوية سريعة للنزاع في ليبيا، واصفاً الوضع فيها ب«القاتم»، وحذّر ليون من تنامي خطر «داعش» والأعمال الإرهابية التي يرتكبها في ليبيا، قائلاً إن هذا العدو المشترك فاقم الأوضاع في ليبيا، لذا «يجب حث المؤسسات الليبية على ضرورة حشد قواتها ضده».