قالت صحيفة "ديلي بيست " الأمريكية إن عملاء تنظيم "داعش" الإرهابي قاموا بنقل الأنانيب ونترات الأمونيوم وباقي مواد تصنيع القنابل عبر الحدود التركية إلى سوريا فيما يتعمد حرس الحدود التركي غض النظر عن ذلك، مضيفة أن أنقرة خلقت وحش داعش وتعجز حاليا عن مواجهته، ولا يبدو أنها على استعداد لفعل أي شيء لوقف تلك المهزلة، موضحة أن سياسات الحدود المتهاونة التي تبنتها تركيا خلال الأعوام من 2011 وحتى 2014 مكنت المتطرفين الراغبين في السفر إلى سوريا والانضمام لصفوف المسلحين لقتال الجيش السوري. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن تركيا أنهت سياسة الحدود المفتوحة العام الماضي، ولكن ليس قبل أن تصبح حدودها الجنوبية نقطة عبور للنفط الرخيص والأسلحة والمقاتلين الأجانب والآثار المنهوبة، ما ساعد على ظهور شبكات المهربين على طول حدود 565 ميلا مع سوريا. من جانبه، أكد دبلوماسي غربي للصحيفة : "تركيا في مأزق الآن، أنها خلقت وحشا ولا تعرف كيفية التعامل معه". ويرى "جوناثان سكانزير"، محلل مكافحة الإرهاب السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، أن خوف تركيا من هجوم ينفذه "داعش" على أراضيها سبب تمكن الإرهابيين من استخدام الحدود التركية، مؤكدا أن هذا الخوف جزء من المشكلة. وذكرت الصحيفة أن "نيويورك تايمز" الأمريكية، أفادت الشهر الجاري بأن عربات نترات الأمونيوم كانت تنقل على فترات منتظمة من مدينة "أكاكالي" إلى "تل أبيض" السورية التي يسيطر عليها "داعش". وفي واقعة سابقة، ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن رفض الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" شرح ملابسات الإفراج عن 49 دبلوماسيا اختطفهم تنظيم "داعش" الإرهابي قد وجه أصابع الاتهام إلى تركيا بالتواطؤ مع داعش لمواجهة أكراد سوريا، ومن ثم زاد الشكوك حول علاقة أنقرة الغامضة مع زعماء داعش. وقالت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني إن الأجواء الغامضة التي أعقبت عملية الإفراج المفاجئ عن الدبلوماسيين الأتراك وعائلاتهم الذين وقعوا في الأسر لأكثر من ثلاثة أشهر بأيدي مقاتلي داعش، فيما نفت أنقرة إبرام أي اتفاق مع الخاطفين لتزيد من غموض الأسباب التي دفعت داعش للإفراج عن السجناء الأتراك دون أي مقابل. وأضافت أن تصوير عملية الإفراج عن الرهائن الذين تم اختطافهم يوم سقوط الموصل في أيدي مقاتلي داعش على أنها نصر لتركيا آثار تساؤلات جديدة بشأن العلاقة بين الحكومة التركية وداعش، رغم تأكيد أردوغان أن الأمر كان نتيجة لعملية غير معلنة قامت بها المخابرات التركية ويجب أن تظل سرا. بينما، قالت صحيفة "حرييت" التركية إن أسمدة مخصبة من نترات الأمونيوم يمكن استخدامها في تصنيع المواد المتفجرة تتدفق من الأراضي التركية، إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، موضحة أن العديد من العمال الأتراك يعملون طوال اليوم بتعبئة الأسمدة فى الأكياس ويضعونها في العربات لنقلها إلى تنظيم داعش، من خلال المعبر الذي يربط بين البلدين. وتشير الصحيفة التركية إلى أنه من المعروف أن هذه المواد باتت تستغل على نطاق واسع من قبل الإرهابيين في أنحاء العالم ومن بينهم عناصر داعش، لصنع المواد عالية التفجير. من جانبه، قال السياسي التركي المعارض "محمد إيهان" إن هذه الأسمدة ليست للزراعة وإنما لصناعة القنابل، وهو رأي أغلبية سكان بلدة أكاكالي التركية الحدودية، وفقا للصحيفة التي قالت، إن نقل هذه المواد إلى مواقع داعش يسلط الضوء على الشكوك بشأن التزام تركيا المزعوم بعزل الإرهابيين على حدودها مع سوريا.