يواجه المصريون وبخاصة من يعيشون في القاهرة الكبرى، أزمة حقيقية يومية تتمثل في معاناتهم الشديدة في الحصول على وسيلة مواصلات يذهبون بها إلى قضاء حاجاتهم، وإن وجدت تكون الشوارع مزدحمة، ليظل الحل الغائب عن المسئولين والحكومات كيفية استغلال المواقف وتروض سائقي الميكروباص الذي يتخذون من أماكنهم مقارا للبلطجة على المواطنين. منذ حوالي يومين وتحديدًا في 7 مايو، أعلنت محافظة القاهرة، إنه في إطار تطوير منطقة وسط العاصمة بما فيها من ميدان رمسيس، سيتم نقل مواقف الميكروباص والسيرفيس العشوائية بالميدان وشارع الجلاء لموقف الترجمان. قرار النقل ل«الترجمان».. غير مدروس في الوقت الذي أكد فيه محمد عبد التواب، نائب محافظة القاهرة للمنطقة الغربية، أن محافظ القاهرة أصدر قرارًا بنقل جميع مواقف الميكروباص والسيرفيس وسيارات الأقاليم المنتشرة بميدان رمسيس لسوق الترجمان، بما يحقق سيولة مرورية ويعيد منطقة وسط العاصمة لرونقها، موضحا أن موقف الترجمان مجهز بشكل كامل لاستقبال السيرفيس واستيعابها بما يضمن تحقيق سيولة مرورية. فوجئ سائقو الميكروباص بالترجمان أن المنطقة التي تم نقلهم إليها "نائية" وليس بها ركاب، إضافة إلى صغر حجم الموقف ولا تستوعب جميع الميكروباصات. وبدأت الأزمة الحقيقية حين رفض سائقو عربات السرفيس، تنفيذ قرار الانتقال من منطقة الإسعاف إلى موقف الترجمان، مهددين بالإضراب عن العمل، مؤكدين أن "موقف الترجمان ضيق، والمواطن لا يستطيع السير على رجليه كيلو ونصف للوصول إلى سيارات الأجرة". موقف الترجمان.. لم يحضر أحد اخترقت "البديل" دولة ميكروباص رمسيس؛ للوقوف على أزمة الترجمان، فكان المشهد خاليا من سيارات السيرفيس والسائقين، بعد أن رفضوا الوقوف في ذلك المكان الصغير الذي لا يستوعب إلا عددا قليلا من الميكروباصات. وعلى الرغم من تركيب المحافظة بوابات لموقف الميكروباص؛ لتكون بمثابة دولتهم الخاصة ،إلا أن تلك البوابات فتحت على آخرها، وكان الموقف بلا أحد داخله، لتكون حصيلة محافظة القاهرة بعد أيام من خروجها القرار من أجل القضاء على الزحمة "صفر". سائق: موقف الترجمان لا يستوعب السيارات.. الحكومة تضغط علينا بشتى الطرق بالعودة مرة أخرى إلى الموقف الرئيسي الذي يقع تحديدًا أمام دار "أخبار اليوم" ويسمى "موقف الإسعاف"، التقينا صبري حلاوة، أحد السائقين، الذي أكد أن موقف الترجمان لم يستوعب السائقين ولا الميكروباصات، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إليه من المواطنين وبعده عن منطقة الإسعاف. وأضاف: الحكومة تحاول الضغط علينا بشتي الطرق، فقبل صدور القرار بنقلنا إلى الترجمان، شنت الأجهزة الأمنية حملة، واعتدت وقتها على عدد كبير من السائقين وتكسير رخص البعض، والحصول على غرمات تجاوزت ال200 جنيهًا. وتابع: حين تم نقلنا إلى الترجمان يوم الخميس الماضي، لم يستوعب الموقف سوى 40 سيارة من أصل 400، مؤكدا أنهم مازالوا في انتظار قرار شرطة النقل، بعد أن وعدهم أمين الشرطة المسئول عن المنطقة بالوصول إلى حل. من جانبه، أوضح عبدة العجوز، المسئول عن السائقين، أن الحكومة أعطتهم الموقف بمنطقة الإسعاف؛ في مقابل تسهيل التصريحات لدى الجهات الأمنية وتأمينهم، في مقابل الحصول على إتاوات من السائقين بشكل طبيعي. وأكد أن السائقي لن يذهبوا إلى موقف الترجمان الذي لا يستوعب الميكروباصات، إضافة إلى قلة الركاب بعكس موقف الإسعاف الذي يمتلئ عن آخره بالمواطنين، لافتًا إلى أن الحل في زحمة شارع الإسعاف المتواجدة دائمًا، العمل على تنظيم الوقت والمرور. ومن الناحية الأخرى، قالت شرطة النقل إنهم مجرد جهة تنفيذية لقرار المحافظة، مشيرين إلى أنهم في انتظار تعديل القرار أو تطبيقه.