سيناء.. تلك البقعة لا يهدأ لها حال على مر السنوات إلا بعض المناطق منها، تشهد في هذه الآونة تناقض لا نراه في أي منطقة أخرى، إذ يسعى المسئولين إلى توطين بدو جنوبسيناء وتطوير مجتمعاتهم.. وعلى الجانب الآخر يتم تهجير أهالي المدن الحدودية لبناء منطقة عازلة تمتد ل1000 كيلو متر . تشهد محافظة شمال سيناء أعمال إزالة لبيوت أهالي المنطقة الحدودية وتهجيرهم، في الوقت الذي يذوق فيه الأهالي الأمرين في ظل خدمات مقطوعة وحظر تجوال وطلقات وقذائف طائشة هنا وهناك، وفي المقابل نجد سكان الجنوب يتم توطينهم وتحسين الخدمات لمعيشة كريمة بالإضافة للأمن والأمان المتفشي بجنوبسيناء وهو ما يغيب تمامًا عن مدن الشمال . تهجير أهالي الشمال وجاء قرار المسئولين بإنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي، بمثابة انتهاء الحياة لسكان المنطقة الحدودية إذ تم تهجير عشرات الأسر لهدم بيوتهم ومعها كل ذكرياتهم الحياتية، بحجة منع التعاملات التي تتم من تحت الأرض من تبادل للسلع والأسلحة والأفراد أيضًا، ومع تشريد الأهالي لسرعة إخلاء المنطقة وإنشاء العازل وهدم المنازل، لا نرى أن عملية الإخلاء تؤتي ثمارها، حيث عادت العمليات الإرهابية بكل قوة ولا نعلم فائدة المنطقة العازلة التي تمت ب500 متر تم امتدت إلى 1000 متر وتوقعات بزيادة مساحتها لتمتد لأكثر من ذلك . ومن جانبها واصلت القوات المسلحة عملية إزالة المباني السكنية، لإنشاء المرحلة الثانية من المنطقة العازلة في مدينة رفح، وقال مصدر أمني، إن سلاح المهندسين أزال معظم المنازل في نطاق المرحلة الثانية من المنطقة العازلة، وبذلك يبلغ عدد المباني التي تم إزالتها ما يقرب من 1220 منزلًا . وأضاف المصدر أن عملية صرف التعويضات ما زالت جارية، إذ يتم صرف 1200 جنيه للمتر المربع الخرساني، و100 جنيه لمتر الأرض المقام عليها المبنى، و700 جنيه للمتر المربع للمباني المقامة على حوائط حاملة، و1500 جنيه كإعانة عاجلة لكل أسرة لإيجاد سكن بديل . يذكر أن المنطقة العازلة يتم تنفيذها بطول 13 كيلومترًا بمدينة رفح الحدودية بطول الحدود مع قطاع غزة وبعمق 1000 متر داخل الأراضي المصرية، وسبق إقامة المرحلة الأولى بعمق 500 متر وجاري إقامة المرحلة الثانية . يقول "رزق العربي" من أهالي رفح، أخلينا منزلنا وحتى الآن لم نجد أماكن بديلة لتؤوينا نحن وجيراننا سواء في "العريش" أو"الشيخ زويد" أو"بئر العبد" بعدما امتلأت أحياء الصفا والإمام على والأحراش بالسكان، ولم يتبقى شقق خالية . كما أشارت "فاطمة السعودي" من سكان رفح، إلى أنه كان لابد من الحكومة أن توفر أولًا للأهالي بيوت بديلة، وتختار الوقت المناسب قبل البدء في المرحلة الثانية من عملية إخلاء المنطقة العازلة، خاصة في ظل فرض حظر التجوال بالمحافظة بدًا من الساعة السابعة مساءً وحتى السادسة صباحًا . توطين "البدو الرحل" تسعى محافظة جنوبسيناء في هذه الفترة إلى توطين البدو، إذ أكد اللواء "خالد فودة" محافظ جنوبسيناء، أن المحافظة تقوم بالتعاون مع جهاز تعمير سيناء بتنفيذ مشروع لتوطين "البدو الرحل" مع توفير أنشطة خدمية لتطوير هذه التجمعات وجعلها تجمعات منتجة لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي لديهم وزيادة الشعور لديهم بالانتماء للمكان والولاء للوطن . جاء ذلك خلال افتتاح مزرعة متكاملة على مساحة 42 فدانًا بتجمع "البدع"، والذي يقع على بعد 35 كيلو مترًا شرق مدينة أبو زنيمة ويقطن به 60 أسرة بدوية، وذلك بحضور اللواء "محمود عيسى" سكرتير عام المحافظة، والمهندس "محمد السقا" رئيس جهاز تعمير سيناء وأهالي التجمع . وقال المهندس "محمد السقا" رئيس جهاز تعمير سيناء إن المزرعة هي ثاني مزرعة يتم افتتاحها، ضمن مشروع التنمية المتكاملة، لأهالي جنوبسيناء وتضم 4 أفدنة خضار وفدان واحد كمزرعة سمكية و20 صوبة زراعية على مساحة فدانين و32 فدان فاكهة وفدان أعلاف ملحق به "حوش" لتربية الأغنام و520 نخلة .