تشهد المنظومة الصحية ببنى سويف حالة من الاهتمام الكبير؛ نظرًا لما للملف من أهمية كبرى للمواطن السويفى. وحرصت "البديل" على إجراء حوار مع د. عاطف مرسى أستاذ ورئيس قسم العظام بكلية الطب بجامعة بنى سويف والخبير في إدارة المستشفيات وزميل جامعة هارفارد الأمريكية وجامعة ليبزج الألمانية والحاصل على ماجستير إدارة المستشفيات والرعاية الصحية من الجامعة الأمريكية؛ للتعرف منه على أهمية الملف الصحى ومنافشة كافة الملفات المتعلقة به. فى البداية نريد التعرف على تقييمك للمنظومة الصحية ببنى سويف بشكل مبسط؟ المنظومة الصحية فى مصر كلها محتاجة لإعادة ضبط. كل مؤسسة تعمل بمفردها طبقًا لرؤية رئيسها أو مديرها. المفروض فى كل محافظة أنه يوجد مجلس أعلى للصحة برئاسة المحافظ وعضوية وكيل وزارة الصحة ومدير التأمين الصحي وعميد كلية الطب ومدراء المستشفيات الكبيرة، وهذا المجلس يجب أن يكون له الدور الحاكم والفاعل فى تنظيم الخدمة الصحية بالمحافظة، لكنه لا يحدث للأسف. فهو لا يجتمع إلا نادرًا. كما يجب وضع بروتوكول واضح للاستفادة من الخبرات البشرية فى كلية الطب والإمكانات المادية لدى مستشفيات الصحة، ووضع خطط لتدريب الأطباء الشبان وتسهيل التقدم للدراسات العليا، كما يجب إشراك مؤسسات المجتمع المدنى فى هذا المجلس وأخذ رأيها، مثل نقابة الأطباء وجمعية أصدقاء مرضى المستشفى الجامعى والجمعيات الأهلية التى تعنى بالخدمة الصحية للمواطنين. هل أنت راضٍ عن المواد المتعلقة بالصحة فى القوانين والدساتير المصرية، والموازنة المخصصة للصحة؟ فى المرحلة الحالية أنا راضٍ بالزيادة المتدرجة التى أقرها دستور 2014 لموازنة الصحة فى مصر، ونطمع فى المزيد طبًعا عند تحسن الأحوال الاقتصادية للبلد. هل ترى أن للجامعات الخاصة دورًا إيجابيًّا في تقديم أطباء أكفاء؟ يوجد فى مصر جامعتان فقط بهما كلية للطب، ولا يزال الوقت مبكرًا للحكم على خريجى هذه الكليات. ولكن بنظرة عامة للأسف يوجد تدنٍّ فى مستوى التعليم الطبى بمصر، الخاص منه والحكومى؛ نظرًا لزيادة أعداد الطلاب وضعف الإمكانيات المتاحة للكليات، خاصة كليات الطب الإقليمية، وغياب الرؤية العصرية لتخريج طبيب عصري ناضج. وما هى أسباب تدهور المنظومة الصحية تحديدًا وكيفية علاجها؟ عدم الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية، فالطاقات المهنية المهدرة ضعف الإمكانيات، ونقص التمويل مع غياب الرؤية الشاملة والشفافة للنهوض بالخدمة الصحية وتعدد مقدمى الخدمة مع عدم التنسيق فيما بينهم. أما عن كيفية علاجها، أولاً تفعيل المجلس الأعلى للصحة على المستوى القومى ومستوى المحافظات، ثانيًا عمل نظام تأمين صحي اجتماعى شامل يغطى كل المصريين، ثالثًا الاهتمام بكليات الطب وكليات التمريض والتدريب المهني والتعليم الطبى المستمر. ما رأيك في ترميم المستشفى العام ببنى سويف؟ فى حقيقة الأمر ليست لديَّ فكرة شاملة عن تفاصيل تللك النقطة تحديدًا. ما هى مطالبكم من محافظ بنى سويف؟ أطالبه بضرورة الاهتمام بالمواطن البسيط والنزول للقرى والمراكز الفقيرة، وأن يعمل على تطوير المحافظة وجعلها منطقة جذب استثمارى وسياحى كبيرة؛ لأن بنى سويف بها إمكانيات عظيمة، يجدر توظيفها فى خدمة شعبها وخدمة مصر كلها. وما هو تقييمك لأداء وزير الصحة السويفى تجاه ملفات الصحة ببنى سويف تحديدًا؟ وزير الصحة يبذل مجهودًا كبيرًا الحقيقة، وهو مش عشان سويفى هينظر لبنى سويف نظرة خاصة. المفروض أنه معنيٌّ بكل مشاكل الصحة فى الوطن كله. ولا أعتقد أن بنى سويف مختلفة عن باقى المحافظات فى مشاكلها الصحية. كيف ترى دور التأمين الصحى خلال الفترة القادمة؟ التأمين الصحي يجب أن يغطى كل المواطنين المصريين القادر وغير القادر، ولا يمكن فى أى وطن يحترم مواطنيه أن يكون هناك تمييز بين أفراد الشعب فى نوعية الخدمة الصحية المقدمة لهم على أساس إمكانياتهم المادية. والتأمين الصحي الاجتماعى الشامل هو أول طريق الحل لمشاكل الصحة فى مصر. الإعلام.. منظمات المجتمع المدنى.. الأحزاب السياسية.. الحركات الشبابية كيف ترى دورها لخدمة المنظومة الصحية؟ التوعية والمساهمة فى علاج فقراء هذا البلد، وعمل قوافل طبية للأماكن المحرومة والأكثر فقرًا. وهل يؤدي المستشفى الجامعى دوره فى خدمة المواطن السويفي؟ المستشفى الجامعى يؤدى دورًا جيدًا، ولكن ما زالت لديه إمكانيات كبيرة وفرص عظيمة لخدمة أبناء الإقليم أكثر، ويكفيه أنها خرَّج عشر دفعات أطباء يعملون فى كل مستشفيات المحافظة، ويقدمون الخدمة الطبية فى حدود الإمكانيات المتاحة. أخيرًا ما مدى أهمية المؤتمرات العلمية الخارجية فى صقل مهارات الأطباء ؟ وتحديدًا ماذا كان يعنى لك السفر للمؤتمر الأخير بالبرازيل؟ المشاركة في المؤتمرات العلمية بالخارج مهمة جدًّا لأى طبيب؛ لتبادل المعرفة واكتساب الخبرات الأكاديمية والعملية، وللوقوف على أحدث ما توصل إليه العلم فى تخصصه. وأنا شخصيًّا شاركت فى المؤتمر العالمى لجراحة العظام بالبرازيل فى نوفمبر الماضى، وتقدمت بأربعة أبحاث حول علاج الانزلاق الغضروفي العنقى وتغيير مفصل الفخد فى المرضى كبار السن. وشاركت كذلك فى المؤتمر الدولى لأكاديمية جراحى العظام الأمريكية فى شهر مارس الماضي الذى انعقد بمدينة لاس فيجاس الأمريكية، وكان فرصة طيبة لعمل إطلالة على الجديد فى جراحة العظام فى الولاياتالمتحدةالأمريكية.