التعاون بين الاحتلال الصهيوني والمجموعات المسلحة في سوريا ليس غريبا ومعالجة الجرحى في المستشفيات الإسرائيلية أمر يعلمه الجميع، لكن غالبا ما تثار أسئلة عن الهدف الإسرائيلي من وراء ذلك، لاسيما عندما تفتح سلطات الاحتلال الإمكانية لتغطية إعلامية عالمية لوجود هؤلاء في مستشفيات الكيان الصهيوني في محاولة لتوجيه رسائل تخدم المصالح الإسرائيلية في تقوية المسلحين حتى ولو كانوا من القاعدة وجبهة النصرة. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" إن "صدقي المقات" ناشط سوري يعيش في مرتفعات الجولان المحتلة، أوضح أن في نهاية شهر فبراير الماضي شنت الطائرات الإسرائيلية غارة مفاجأة، وحتى وقت قريب لم تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية حول القضية. ويضيف الموقع أن "المقات" من الدروز السوريين تحدث على وسائل التواصل الاجتماعي عن شهادته الخاصة بالتعاون بين إسرائيل والجماعات الإرهابية في سوريا حيث يتم التواصل بين الطرفين من خلال منطقة الجولان المحتلة، لافتا إلى أن هناك شهود عيان بجانب "المقات" أكدوا تعاون قيادات في الجيش الإسرائيلي مع قيادات جبهة النصرة الإرهابية، فرع تنظيم القاعدة الرسمي في سوريا. ويوضح الموقع الكندي أنه على الرغم من وجود تصريحات عدائية من قبل تنظيم القاعدة ضد إسرائيل والبيانات الصادرة بمعادة السامية، إلا أن هناك تعاون عسكري كبير بين القاعدة والكيان الصهيوني، كما أنه تاريخيا يُعرف تنظيم القاعدة بخدمة المصالح الباطنية للصهيونية والأمريكية حيث الهجمات الطائفية والوحشية ضد الطوائف الإسلامية الأخرى. ويشير "جلوبال ريسيرش" إلى أنه منذ تولي جبهة النصرة نقطة تفتيش رئيسية عند مرتفعات الجولان في الصيف الماضي، بدأ السكان يلاحظون تجنب مهاجمة الأهداف الإسرائيلية العسكرية في المنطقة، موضحة أن قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة لاحظت الاتصالات بين كتيبة النصرة وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الجانب الآخر عند خط وقف إطلاق النار، كما لاحظوا أيضا مرور بضائع ذات طبيعة غير معروفة بين الجانبين. ويلفت الموقع الكندي إلى أنه في الآونة الأخيرة أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لصحيفة "وول ستريت جورنال" مساعدة تل أبيب لتنظيم القاعدة، حيث علاج المقاتلين في المستشفيات الميدانية الإسرائيلية بالقرب من خط وقف إطلاق النار، ثم دعمهم لقتال الحكومة السورية. ويوضح "جلوبال ريسيرش" إلى أن "المقات" نشر على الإنترنت شريط فيديو من الجولان، يوضح الاجتماع السري بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والإرهابيين، تمكن "المقات" من نشر هذه الصور التي التقطها سرا عبر هاتفه داخل المستشفى تظهر جنديا إسرائيليا يجلس على كرسي وأمامه جهاز حاسوب بجوار إحدى الغرف التي يتواجد بداخلها رجال ملتحون بلباس مرضى المستشفى، وقال: "شاهدني المسلحون الجرحى وأنا ألتقط الصور أحدهم أدار ظهره وآخر قام بتغطية وجهه بيده وثالث اختبأ وهم يقولون بالانجليزية (لا لا) ينادون الطبيب، لم أكترث وتابعت التصوير".