تتردد العديد من الشائعات عن الدور الإيراني في اليمن، لكن هذا الدور مبالغ فيه حيث قالت صحيفة "حرييت" التركية إننا محاطين بشائعات كاذبة حول ما يجري في اليمن، فأولا وقبل كل شيء ما يتم المبالغة فيه هو دور إيران في اليمن، ثانيا وجود تكهنات بأن الولاياتالمتحدة تحاول إقحام طهران في العملية، مضيفة أن الهدف من تحالف العشر دول في المنطقة وعلى رأسها السعودية في اليمن، ليس سوى غطاء لعملية هدفها الرئيسي هو إيران. وتشير الصحيفة إلى أن دور إيران في اليمن مبالغ فيه، فطهران ليست شريكة في اليمن كما هو الحال في سورياوالعراق، على الرغم من توفيرها السلاح والمال والتدريب لليمن، ومع ذلك فهي لا تشارك عسكريا أو بشكل مباشر في البلاد، موضحة أن إيران لا تمتلك الكثير من النفوذ في اليمن كما أن جماعة أنصار الله ليست دمية في يد إيران. وتوضح "حرييت" أنه علاوة على ذلك لا تعترف أنصار الله بأن نضالهم قائم على أساس طائفي، مؤكدة أن إيران ليست أكبر الدول الداعمة للجماعة باليمن، لافتة إلى أن دول الخليج ومصر يبالغون عمدا في علاقات أنصار الله مع إيران. وترى الصحيفة أن للهجمات العربية على اليمن هدف آخر وهو المفاوضات الإيرانية مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي، فمن خلال العملية تكشف دول الخليج عن انزاعجها من تقارب الولاياتالمتحدة مع إيران، ولذلك كان سبب بدأ عملية "عاصفة الحزم" في 31 مارس، مضيفة أن إيران لديها أولويات في الوقت الراهن وهي حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراقوسوريا، وثانيا الاتفاق النووي وبالتالي فإن اليمن تقع خلف قائمة أولوياتها. وتشير "حرييت" إلى أن الأسباب السابقة تدفع إيران للابتعاد عن التدخل في اليمن بشكل مباشر وفعال، وهو ما دفع نائب وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان" إلى القول بأن المملكة العربية السعودية وإيران يمكن أن يتعاونا لحل أزمة اليمن، كما دعا كافة الأطراف للهدوء والحوار. وتوضح الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تعرف ذلك جيدا، ولذلك أعلنت دعمها للعملية السعودية في اليمن، ويفسر الزميل فريدريك هوف، زميل بارز في مجلس الأطلسي، الموقف على النحو التالي:" أولوية الإدارة الأمريكية القصوى في الشرق الأوسط هي الاتفاق النووي مع إيران، وبمجرد رؤية واشنطن أن سوريا هي مركز التصاميم الإيرانية، تخشى من دحر إيران مما يدفعها للانسحاب من المحادثات النووية". ويضيف "هوف":" لا تمتلك الولاياتالمتحدة مخاوف بشأن اليمن مثل التي تتعلق بسوريا، لأنها تعرف أن أنصار الله لا يمثلون حياة أو موت بالنسبة لإيران مثل الرئيس السوري بشار الأسد"، ويرى أن هناك سبب آخر لدعم الولاياتالمتحدة للعملية في اليمن وهو أن واشنطن بحاجة لدول الخليج في هذه اللحظة للقتال ضد تنظيم داعش.