-التهديد بالاغتصاب والضرب والإهانة والتعذيب الجسدي اخطر ما يواجه الاسيرات في سجون الاحتلال -التضامن العالمي في حرب غزة الأخيرة كان أكبر من العربي - حماس حركة وطنية تقاوم الاحتلال ولكنها لا تعطي المرأة الأولوية . ما بين الاعتقال والسجن والتعذيب والهدم وتهويد الإراضي الفلسطينية العربية ، مازالت تقف بصمود وعزة وكبرياء ، فإذا كانت جرافات الاحتلال الصهيوني البغيض تقلع يوميا شجرات الزيتون ، فالمرأة الفلسطينية قادرة علي الإ تفقد الأمل في بث الروح الوطنية في ابنائها ، فهي تزرع في نفوسهم المقاومة ، والنضال وعدم الاستسلام ، اذا كان" مارس" يمثل شهر الإحتفاء والإحتفال بنضال المرأة في العالم، منذ اواخر القرن التاسع عشر ، فالنساء الفلسطينيات نجحن في كتابة اسمائهن بحروف من نور في كتب التاريخ ، وان كل انتهاك يحدث في حقهن وعنف وقتل وتشريد وتهجير دليل جديد علي وحشية الاحتلال وهمجيته،الدكتورة فيحاء عبد الهادي الكاتبة والشاعرة وعضو المجلس الوطني الفلسطيني تتحدث في حوار ل"البديل" عن أوضاع المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال وماذا عن حقوقها الاجتماعية والسياسية. - لو تحدثنا عن شهر مارس باعتباره شهر الاحتفال بالمرأة في العالم ماذا حقوق المرأة الفلسطينية الغائبة ؟ انظر دائما ليوم المرأة العالمي،او شهر مارس باكمله انه ليس يوم احتفالي فقط بل نضالي ، استطاعت المرأة الفلسطينية أن تنزعه ودفعت الدماء مقابله ، المرأة الفلسطينية تناضل علي عدة جبهات اولها مقاومة الاحتلال ،والثانية الجبهة الاجتماعية من أجل الحصول على حقوق النساء وان تكون شريكة للرجل وليس منافس له ، فالمرأة تتحمل الجزء الاكبر من انتهاكات الاحتلال الصهيوني ، فهي التي ينهدم منزلها ويستشهد اطفالها ،ولذلك فهي لاتتعرض للعنف فقط، بل تناضل مع الرجل لتأمين لقمة العيش ، وحتي لو تعمل بدون اجر ، فهي تعمل من داخل المنزل وهو غير مدفوع للأجر ،المرأة تستحق اكثر من يكون لها يوم للاحتفال بعيد المرأة العالمي ، ولكن يجب ان تقدر وتحترم طوال ايام السنة ، ويكون ذلك اليوم تتويجا لها ،أما عن مشكلات المرأة الفلسطينية تتفاقم باستمرار طالما في احتلال طالما في قمع وحصار وعدوان مثلما حدث في 2014 علي قطاع غزة. - البعض يري ان الحديث عن حقوق المرأة رفاهية ماذا عن وضعها في فلسطين ؟ لايجب أن نرجيء نضال النساء على صعيد الحصول علي حقوقهم الاجتماعية والسياسية بحجة محاربة الاحتلال، فالنضال يجب أن يكون علي كل المستويات ، فاّثار الاحتلال تقع علي النساء والرجال معا ، ولكن يجب ان تحصل علي حقوقها الاساسية من التعليم،والخروج للمنزل والعمل، وفرص متكافئة مع الرجال ،حتي تتمكن من النضال ضد الاحتلال ، فضلا عن عدم المساواة بين الاجور في النساء والرجال. - هل تعاني المرأة من إقصاء فى المناصب القيادية بفلسطين ؟ المرأة الفلسطينية احرزت تقدما ملحوظا في تولي النساء في صنع القرار في الوزارات،واعضاء مجلس تشريعي ، واعضاء مجلس وطني ، ولكنه غير كافِ ، ويحتاج الي استمرارية ، ونحتاج لتواجد النساء ليس في فقط في مواقع الصدارة من صنع القرار ولكن في المواقع النائية في الريف ، لان النساء أقل حظا في الوصول الي مراكز صنع القرار بهذه المناطق ،ولكن يمكن أن نؤكد ان هناك توجه داخل فلسطين بتمكين النساء وصعودها لمراكز صنع القرار،ولكنها غير كافية وتحتاج إلى زيادة ، لأن اذا كان نصف المجتمع معطلا لن نتمكن من التقدم الي الأمام . - هل انخفاض نسب التعلم بين الفتيات رغبة ذكورية في منعها ام الاحتلال يمثل جزءا من الأزمة ؟ أهم سبب هو الاحتلال الذي يسبب الفقر ، وينهب موارد الدولة ،فضلا عن الحواجز التي يصنعها الاحتلال الاسرائيلي بين المدن ، تظل عائقا امام الفتيات للإنتقال الي مدارس بعيدة عن قراهم ، مع مخاوف مفهومة من الاهالي علي فتياتهن من التعرض لجنود الاحتلال عند هذه الحواجز ، لذا تفضل بعض الاسر في القري النائية والريف بتسرب بناتهن من التعليم والزواج المبكر ، والفقر اوقات كثيرة يدفع الاسر لتزويج فتياتهن للتخلص من اعباءهن المادية ، وكل هذه المشكلات من الافقار المتزايد للمجتمع الفلسطيني يقف ورائها الاحتلال الاسرائيلي . - ولكن طالما هناك زواج مبكر تدفع به الأسر بفتياتها حماية لهن ، تؤكد أن نظرة ذكورية متسببة فى الأزمة ؟ لايمكن انكار ذلك ، فلسطين كأي مجتمع عربي يعاني من التخلف الثقافي ،وهو مايدفعني للتأكيد علي أهمية العمل بالجبهة الثقافية ، حيث يبنغي زرع قيم المساواة والحرية داخل الاسرة الفلسطينية ،التي تعطي فرصة للذكر للتعلم اكثر من الفتاة ،والذي يترتب عليها فرص متساوية في العمل ، - ماذا عن النساء الأسيرات بسجون الاحتلال ؟ وهل هناك دور للسلطة الفلسطينية ؟ هناك عشرات من النساء مسجونات بسجون الاحتلال الاسرائيلي ، الاسيرات أوضاعهن مذرية وسيئة جدا ،يعانين من ظروف الاعتقال القاسية كالحرمان من النوم والتعذيب الجسدي والمعنوي ، الضرب والاهانة ،التهديد بالاغتصاب، الحرمان من الاسرة والتهديد باعتقال الأب والزوج والأخ ، وفي الفترة الأخيرة ومع الشتاء القارس تم منع دخول بطاطين وملابس ثقيلة للمعتقلات ،ولكن لدينا هيئة الاسري هي التي تدير شئونهم وتهتم بمشكلاتهن ويرأسها عيسي قراقع ،والهيئة تعمل دائما علي حصر مطالبهن ومدهن معنويا وماديا - ماهي القضايا التي يتم القبض علي خلفيتها الفتيات الفلسطينية ؟ أغلبها تكون إدعاءات كاذبة للاحتلال الصهيوني ، فهناك فتيات تم القبض عليهن على الحواجز بتهمة حملهن سكينا حاولن به قتل الجنود ، رغم أن اعمار الفتيات صغيرة لاتزيد عن 14 او 17 عام ، أو اتهامات بالانتماء الي تنظيمات تقاوم الاحتلال ، وتتراوح أحكام السجن ما بين المؤبد و 15 عام ، بالإضافة إلى التوقيف الاداري هو اسوأ الاشياء التي تواجه الاسيرات، فالتجديد بالحبس يكون مستمرا دون محاكمة أو صدور حكم قضائي ، فقوات الاحتلال لاتفرق بين عجوزة وطفلة فهي تعتقل اعمار مابين 14- 60 عاما . - وماذا عن غياب المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة عربيا ودوليا ؟ صحيح أنه يوجد ادارة للمراة والطفل بجامعة الدول العربية وهي تقدم المساعدة قد مااستطاعت،ولكن أصبحت هناك تغيرات أخيرة أثرت على هذا الدور ، من الاحداث التي شهدتها البلاد العربية ، والثورات والاضطرابات التي حدثت في سوريا والعراق وليبيا ، وهو ماترتب عليه احيانا غياب التركيز ،والاهتمام الكافي على أوضاع الاسيرات الفلسطينيات،أو قضايا المرأة الفلسطينية وحقوقها بشكل عام ،فهو اهمال غير مقصود نظرا للحوادث الطارئة ،ولكن علي الصعيد الدولي فهناك إهمال متعمد،ونسيان للقضية الفلسطينية ،ولذلك من المهم أن تستمر القضية مشتعلة في الأذهان والإعلام ، فالشعب الفلسطينيي يحتاج لدعم الشعوب العربية باستمرار مع قضيته ، ولكن لايمكن إنكار أن العدوان الاخير علي غزة كان هناك تضامن عالمي أكتر من التضامن العربي مثل تشيلي ،وامريكا اللاتينية ، واسبانيا وانجلترا ومعظم دول العالم عبر مظاهرات ومسيرات. - ماذا عن خطاب حركة "حماس" تجاه حقوق النساء في فلسطين؟ حماس كحركة مقاومة هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين ، فهي لاتولي لهذا الموضوع اهتماما كبيرا ،حماس حركة وطنية تقاوم الاحتلال ولكن على الجانب الاجتماعي لاتعطي قضايا المرأة أولوية ،عندما تولت المجلس التشريعي ، كانت توليتها للنساء علي مقاعد للمجلس بمنطق برجماتي بحت ، من باب أنه يجب أن تكون نساء في صنع القرار ،ولكن لايعني أن هؤلاء النساء يحملوا افكار تقدمية تحررية عن النساء ،ة فهن قادمات من خلفيات الحركة " حماس" اللاتي ينتميون اليها ،حركة حماس ليست حركة تقدمية علي مستوي الواقع الاجتماعي ، ليس لديهم افكارهم خاصة بتحرر المرأة ،وتمكينها ومساوتها بالرجل ،كأغلب الحركات الاسلامية السياسية عموما. - ومالحل في وجهة نظرك ؟ استهداف الجبهة الثقافية أولا وأخيرا للمجتمع الفلسطيني ،وأن يكون هناك نضال من أجل الفكر التنويري،الذي يعطي الدور للنساء ويحترم حقوقهن ، والذي يحرر العقول ولا يهتم بحجاب المرأة من عدمه ، فحرية الاختيار يجب ان تكون الاساس ، ولديه قدرة علي تقبل الأخر والنقد ، وتداول السلطة ، ويؤمن بالعمل الديمقراطي والحرية المسئولة علي كافة المستويات. - ماهو طموحك للمراة الفلسطينية بأن تحصل عليه خلال الفترة المقبلة ؟ أتمني أن يزداد صعود وصول المرأة لمراكز صنع القرار ، ليس فقط بالمناصب العليا ،ولكن علي كافة المستويات بكافة مناحي الحياة في البيت والمدرسة والمصنع ،الوزارات ،ومواقع الارياف والنائية ،وأن تتبوأ النساء اماكن متقدمة ، ثانيا الاهتمام بالتعليم والثقافة والتنوير ،وثالثا اتمني ان أرى امرأة فلسطينية قادرة علي أن تساهم في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية ،ولن يكون هذا الإ في وطن حر علي جميع المستويات سواء حرية خاصة او عامة.