وسط الصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة الراهنة، تتزايد المؤشرات التي تؤكد أن هناك تنسيق مشترك بين داعش وبعض الأطراف في دول الجوار المحيطة بسوريا، لو تمت ملاحظة بعض التحليلات حول طلب إسرائيل عدم ضرب داعش من قبل الإدارة الأمريكية لتيقنا أن الموساد الإسرائيلي له يد طولى في المشروع الذي تسعى داعش لتنفيذه في المنطقة، فخطوط الموساد الممتدة إلى العراق من اغتيال العقول النووية وسرقة الآثار وتدميرها، بجانب العلاقة المستمرة مع بعض الأكراد من تجارة النفط وصولا لبعض التدريبات التي تشرف عليها، كل ذلك وغيره يطرح تساؤلا ما هي علاقة الموساد المباشرة بتحركات داعش؟. وفي هذا السياق، قال موقع "فيترانس توداي" الأمريكي إن القوات الخاصة العراقية اعتقلت عددا من المستشارين العسكريين الأجانب لدى تنظيم داعش الإرهابي، بما فيهم أمريكيين وإسرائيليين وعرب، وذلك خلال عملية تحرير الموصل والأجزاء الشمالية من البلاد، مضيفا أن القوات العراقية حصلت على 4 جوازات سفر أجنبية، بما فيها تلك التي يحملها رعايا أمريكيين وإسرائيليين، وواحد منها يخص أحد رعايا دول مجلس التعاون الخليجي، وهم مستشارين عسكريين لداعش. ويشير الموقع الأمريكي إلى أنه في العام الماضي، اتهم مساعد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الموساد الإسرائيلي بتدريب تنظيم داعش الإرهابي في العراقوسوريا، وقال "الكسندر بروخونوف" إن الموساد ينقل الخبرات ويتجسس لصالح داعش، مضيفا أن المستشاريين العسكريين الإسرائيليين يساعدون الجماعة التكفيرية، مؤكدا أن كل ما يحدث في المنطقة هو نتيجة لسياسات الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. ويؤكد "فيترانس توداي" أن داعش هي أداة الولاياتالمتحدة، موضحا أنها تستخدمها ضد إيران وروسيا، كما فعلت في الشيشان خلال محاولة استخدامها أداة ضد موسكو، كما أوضح " بروخونوف" أن فكر داعش ليس له علاقة بالإسلام الذي يمارس في إيران وبعض الدول الإسلامية الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل يدعمان التنظيم الإرهابي، ويصبحان شخصا واحد حين يتعلق الأمر بدعم المنظمات الإرهابية. إسرائيل هي المستفيد الأول من داعش لأنها تغذي المنطقة بالدماء المذهبية وتربك محور المقاومة وتثير النعرات الطائفية وتقتل المعارضين لتيارها التكفيري مما يساعد على إبراز النظرية الصهيونية ألا وهي يهودية دولة إسرائيل، أما إذا ما انتقلنا إلى شبكات العمالة الصهيونية فالموساد أراد أن يشعل حربا ثانية بالنيابة عنه كما فعل في سوريا، وذلك بعد هزيمة نكراء في 2006 تلقاها من المقاومة اللبنانية، وكما أن لديه من المعلومات ما يؤكد بدء عمليات في الجولان وبالتالي أصبح الخطر على أبوابه فهو يدعم داعش مباشرة أو سرا عبر أيدي خفيةٍ ومريبة. واستكمالا لفهم دور الموساد الإسرائيلي في تنظيم داعش يجب الوقوف عند تصريحات العدو وأثرها في حركة الموساد الذي يعمل على تأجيج الحقد الطائفي الذي هو مصلحة للكيان الصهيوني، كما أنه وفي مجمل الأمر إن كانت داعش صناعة أمريكية فهي إذن تنظيم يخدم إسرائيل، ولو كانت داعش صناعة ذاتية فإنها بأفعالها تخدم الحركة الصهيونية ودول الغدر والخيانة ومنها إسرائيل، فداعش صديق للعدو الإسرائيلي.