رغم انهم حماة أحد أكثر فنوننًا أصالة "الإنشاد الديني"، إلا أنهم يواجهون إهمالًا وإهدارًا متواصلا لحقوقهم حتي ابسطها في الدفاع عن حقوقهم في التدريب وتأهيل امكانياتهم، المنشد الشيخ ايهاب يونس المشرف علي مدرسة الإنشاد الديني التي اسستها نقابة الإنشاد يشكو من تجاهل الدولة لمطالبهم بتخصيص مكان للمدرسة بعد وعود عدة بالدعم من وزارة الثقافة لم تنته الي شئ ومنها تخصيص مقر لها في قصر الامير طاز تم التراجع عنه لاحقا. الشيخ إيهاب يونس حرم نعمة البصر، فعوضه الله عنها بالبصيرة والموهبة، تخرج من الأزهر كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بدأ الاهتمام بالغناء طفلًا يقول للبديل: كنت أغني لأم كلثوم في طفولتي ثم اتجهت للانشاد ومن عمر الثالثة عشر بدأت الاستماع والتعلم، حتي كبرت واصبحت عضوا في بطانة الشيخ ممدوح عبد الجليل الذي تعلمت علي يديه كيف اكون منشدا واقود بطانة وهي من اصعب الادوار ثم انتقلت الي بطانة الشيخ سيد محمد حسن حتي كونت فرقتي الخاصة في 2007،واشتغلت في غالبية محافظات مصر ومثلت مصر في كثير من الدول العربية ومنها سوريا، لبنان واليمن والاوربية ومنها فرنسا وبلجيكا وغيرها." كيف جاءت فكرة مدرسة الإنشاد؟ عندما تأسست نقابة الإنشاد وكنت امينها المساعد،كانت فكرتي أنا والشيخ طه الإسكندراني إنشاء مدرسة تدرب علي الإنشاد الديني لمن يريدون ان يحترفوا في هذا المجال ويدرسوا فيها المقامات الموسيقية، اللغة العربية وفنون الإنشاد، خرجنا الدفعة الاولي في شهر سبتمبر الماضي، ضمت 16 منشدا ومنشدة والدفعة الثانية تدرس حاليا وتوشك علي التخرج، تضم ثلاثين وزادت فيها اعداد البنات من 3 في الاولي الي ثمانية . ورغم اهمية الدور الذي تستهدفه المدرسة لتطوير ادوات المنشدين وتحقيق المستوي المطلوب من الاجادة والمعرفة العلمية للمنشدين وهودور كان يجب ان تقوم به الدولة للحفاظ علي احد الفنون الروحية الهامة التي لا تلقي رعاية وتقدير، حيث تتجاهل مؤسسات الدولة طلبنا بتوفير مكان لتدريب الطلاب سواء من وزارة الاوقاف اووزارة الثقافة ونواجه طوال الوقت تعقيدات روتينية، ومنها رفض وزارة الثقافة توفير مسرح نعرض عليه مجانا للجمهور لنتيح للناس الاستماع الي احد اهم فنونهم وبعض اجمل الاصوات في مدرسة الإنشاد المصرية،قمنا بتأجير مكان بالساعة في وكالة الربع في شارع النحاسين للتدريس في المدرسة علي مدار يومين فقط كل اسبوع حتي لا نشق علي الطلبة خاصة ان منهم من يأتي من اقصي الصعيد ويسافر فمنهم طلبة يقيمون في اسوان يأتون اسبوعيا للمدرسة كما ان كل المدرسون في المدرسة يعملون في مهن اخري فانا موظف بالاوقاف، ومنا مهندس ديكور، والموظف في الاوبرا وغيره. ما الذي يميز المدرسة عن غيرها ؟ تدريس المواد المؤسسة للمنشد، اما التدريب علي الإنشاد فهناك مؤسسات عدة تقوم به ومنها فرقة سماع التي اسسها المخرج انتصار عبد الفتاح في مركز قبة الغوري لكنه لا يدرس فيها الاصول وانما يقدم منتجا سياحيا اكثر منه فنيا وينجح في ذلك بالتنسيق مع العلاقات الثقافية، لكن ذلك لا يبرر ان يحتكر تمثيل مصر رسميا في الخارج ما طبيعة الدراسة في مدرسة الإنشاد؟ اغلب الدراسة سماعي لان الإنشاد هوفن سماعي بالاساس، نوجه الطالب في سماعه للمنشدين وهي مهمة صارت اسهل كثيرا حاليا بسبب التطور التكنولوجي، نقوم بتحفيظ الطلبة واوجههم ليبحثوا ويسمعوا البحث صار اسهل من زمان مع وجود النت والمواقع في جيلي كنا نبحث عن اشرطة الكاسيت وفي بيتي حتي اليوم اكوام من شرائط رغم انها لم تعد متداولة حاليا بكثرة لكنها ما تربينا وتعلمنا عليه وهي التراث الذي نتكئ عليه ما شروط قبول الطلبة ؟ يمرالطالب علي لجنة تتعرف علي ميوله وما يستمع له وتكون اول المحددات الاذن الجيدة التي تسمع وتستقبل المقامات جيدا لان عمل المنشد يعتمد كله علي السماع، ويحتاج المنشد الي شئ من الثقافة وتجويد القرآن واتقان اللغة العربية والقدرة علي حفظ الاشعار. هل تركز الدراسة علي مدارس وانواع معينة من الإنشاد؟ للانشاد فروع منها الابتهال التواشيح الموشح الاغنية وكلها قوالب مختلفة متفرعة من فن الإنشاد، ندرس للطلبة مختلف الانواع والمدارس ومنها مدارس الإنشاد الصعيدي وبحري . هل تميل الي نوع منها فيما تقدمه من اعمالك الخاصة ؟ اميل الي المدرسة الكلاسيكية ففي الإنشاد كما يحدث في الغناء حين يريد مطربا ان يثبت جدية موهبته يتجه لتقديم اغاني عبد الوهاب وام كلثوم نفعل نحن ايضا مع تراث الإنشاد الذي يعيش في وجدان المصريين كلهم كما ان الاشعار القديمة مليئة بالشجن وهي تجذب الشباب ايضا لغنائها وان كان هناك ايضا كتاب اشعار شباب جيدين الإنشاد في وجدان المصريين فهل تعتقد ان الاقبال زاد ام ضعف عليه في السنوات الاخيرة مع زيادة الفضائيات وفتح المجال لكثير من المنشدين ؟ الجمهور المصري لم يعد يقبل علي الإنشاد كما كان في الماضي، في حين ان الجمهور في الخارج لديه اقبال كبير علي الإنشاد ومصر هي اساس الإنشاد بدليل ان المنشدين السوريين وهم اصحاب مدرسة هامة يأخذون من الإنشاد المصري ويقدموه بطريقتهم، لدينا اصوات مصرية جميلة واعمال جيدة لكن لا يسلط عليهم الضوء الا في المناسبات الدينية، حتي اذاعة القرآن الكريم المعنية بهذا المجال لا يقدموا الا فواصل معروفة للناس لا يغيروها، الاعلام لا يتذكر ان يسلط الضوء علي الإنشاد الا في مناسبة دينية. كيف تقيم دور الاذاعة في تقديم الإنشاد ؟ المبتهلين الجدد الذين يعتمدون في الاذاعة لا يهتمون بتطوير انفسهم وكثير منهم ليس لديهم روح ورغم ذلك يتملكهم الغرور ويرفضون التدريب والتعلم رغم ان جميعنا لابد ان نتعلم من بعضنا. هل يعكس ذلك تهاونا في اختيارات لجنة الاجازة للاعتماد في الاذاعة ؟ تضم اللجنة اعضاء علي درجة كبيرة من التميز علي مستوي الموسيقي واللغة الا ان المطرب اوالمنشد بمجرد الاعتماد في الاذاعة يعتبر نفسه صار نجم النجوم ويكرر نفسه ولا يخصص وقتا للتدريب فالصوت يحتاج الي رياضة وتدريب دائم. ما رأيك في المزج بين الإنشاد والترانيم الذي يقدم في اعمال فنية؟ تجارب جيدة، لا أري مشكلة في التواصل بيننا وهناك تجارب عدة جيدة شاركنا فيها وقدمها عدد من المنشدين والمرنمين الجيدين امثال الشيخ الهلباوي وليس لدينا مشكلة في التواصل بينهما. هل اثر التطور التكنولوجي علي حركة الإنشاد وهل تحتاج مدرسة الإنشاد المصرية الي التطوير ؟ نحتاج للتجديد ليس فقط فيما نقدمه في الإنشاد ليواكب العصر فنحتاج لتجديد الاشعار بشكل خاص وان كنت ضد التجديد في الموسيقي تخوفا ان يصل بنا الي اغاني المهرجانات،شهدنا تجارب في التجديد في الموسيقي باستخدام الاليكتريك جيتار في الإنشاد، لست ضده لكني لن استعمله لاني اراه تجديد منزوع الروح، فالمدرسة القديمة هي الروح،وان كنت اوصي نفسي قبل الاخرين ان نجدد في هذه الروح لنصل الي جمهور اكبر وفي رأيي اننا بحاجة لهذا التجديد ايضا بشكل اكبر للخطاب الديني لان اغلب الخطباء والمشايخ مايزالوا محصورين في مسائل شكلية غريبة فيما نحتاج اجتهادات فقهية عصرية، الجمهور يحتاج من يواكب العصر في الإنشاد والدعوة.