يقول المثل لشعبي ابن الوز عوام ويمكن تطبيق هذا المثل علي حال المنشدين فمثلما جرت العادة آن يكون إبن الطبيب مثل أبيه وغيرها من المهن, كذلك إبن المنشد مداح, ولا يكون مؤهله هنا أن والده منشد وله صيت ولكنها مجرد بوابة اتاحت له أن يكتشف في ذاته هو أيضا ما في والده ولكن علي طريقته, وكثير من المداحين نشأ أبنائهم في بطانتهم ثم انفصلوا عنهم ليقدموا هم شكلهم الخاص والتي دمجوا فيه ما تعلموه من تراث المديح ومع ما يتناسب لهذا العصر. ومن هؤلاء المنشد علي الهلباوي ابن الشيخ الراحل محمد الهلباوي المنشد الديني المعروف ولكنه أراد أن يخرج من عبائة والده فقدم لونا أخر بجانب الإنشاد الديني في محاولة لتقديم صورة حية في قالب غنائي من نبض الشارع المصري. وقام علي بتقريب المسافات ما بين الانشاد بالطريقة وما بين الموسيقة الغربية لكي يستقطب الجيل الجديد, فكما يقول هو أحيانا يكون فرق العمل الذي أغني معه غربي بالكامل ولكن أقوم بالغناء لحب الوطن وللرسول وأقوم بذلك لكي أوصل لفكر الشباب في نفس عمري, مضيفا أنه من الممكن استخدام الأنشاد الديني في نشر الحب والإخاء بين أصناف البشر, وأنه علي المستوي الشخصي أقيم من خلاله جسرا للتواصل بين المسلمين والمسيحيين لتدعيم أواصر الوحدة الوطنية. ويري الهلباوي أن النجاح هو أن تري أثره في عيون الناس, ومن خلال التجارب التي قدمتها سواد في أسوان أو الأقصر أو الإسكندرية واستقبلنا الناس فيها استقبالا رائعا, وهذا أكبر دليل علي مدي تقبل الناس, وهذا أراه ملحمة بين المنشد وبين الناس. ولعلي الهلباوي تجارب عديدة خارج الانشاد والمديح مع الفرق المستقبلية مثل أغنية مرسال لحبيبتي مع فرقة مسار إجباري والتي لاقت نجاحا كبيرا. ومن المنشدين أيضا الذين خرجوا من عباءة والدهم هو المنشد محمود التهامي إبن المنشد المعروف الشيخ ياسين التهامي, وقد تأثر بوالده الشيخ ياسين في أنشاده إلا أن كل من سمعوه اقروا بأنه سيصبح صاحب مدرسة مختلفة عن أبيه الشيخ ياسين و الشيخ أحمد التوني والذي يعد استاذا لأبيه فمع تمتع محمود بالمواهب إلا أن الدراسة افادته في تناوله للمقامات الموسيقية وادخاله لمقامات جديدة وايقاعات جيدة سفي الانشاد الديني ولم يكتفي بالانشاد الديني بل كان أيضا يلحن أغاني دينية وموسيقي تصويرية للعديد من القنوات الفضائية وأخذ يطور من نفسه وفنه ولم يبخل علي موهبته في تطويرها بشيء بل أصبح الفن بالنسبة إليه وخاصة فن الانشاد الديني هو شغله الشاغل في الحياة وقدم العديد من الألبومات أخرها الله معنا. وعلي هذا نجد الكثرين من أبناد المنشدين الذين سلكوا طريق أبائهم ولكن بتصورهم الخاص عن فن الانشاد ومنهم الشيخ أحمد الكحلاوي نجل الشيخ محمد الكحلاوي, والشيخ محمود التوني ابن الشيخ أحمد التوني والذي ظل حتي الان منشد في بطانة والده. رابط دائم :