قال الدكتور عادل البربرى رئيس قسم الإنتاج الحيوانى بكلية الزراعة بجامعة الإسكندرية إن مصر بلد زراعي، وحباها الله بطبيعة خصبة لتربية الثروة الحيوانية، كما أن مصر كانت تصدر لكل الدول العربية المحيطة. وأضاف ل "البديل" أنه منذ 50 عامًا بدأت مصر فى استيراد اللحوم المجمدة والأبقار والماشية والدواجن والأسماك، مشيرًا إلى أن مافيا استيراد اللحوم والتي تعمل بلا رقابة تجلب لحومًا محملة بالأمراض، وحتى الحيوانات الحية التى يتم استيرادها وذبحها فى مصر تنقل الأمراض للحيوانات المحلية، مثل "الحمى القلاعية، والتسمم الدموى، والوادى المتصدع، والجلد العقدى". ورغم ذلك استوردت مصر لحومًا وحيوانات في العام الماضى بما يساوى 3 مليارات جنيه. وشدد البربرى على أن مصر يجب أن تكتفى ذاتيًّا من الإنتاج الحيوانى؛ حتى لا نلجأ لدفع هذه المليارات، فيوجد 19مليون حيوان فى مصر حاليًّا، منها 5 ملايين رأس بقر، و4 ملايين و200 ألف رأس ماعز، و191 ألفًا من الإبل، ومن المفترض أن هذه الحيوانات المصرية توفر لمصر اللحوم الحمراء والألبان، علاوة على الجلود والسماد الطبيعى. وأكد البرى أن الثروة الحيوانية بمصر تتعرض للعديد من المشكلات، والتي إن تم حلها، فستكتفى ذاتيًّا، وتحقق الأمن الغذائى، ولا تلجأ إلى الاستيراد. وسرد البربرى أهم المشاكل التى تواجه الثروة الحيوانية المصرية، وكانت أهمها ذبح العجول الرضيعة، حيث اعتاد الفلاح المصرى التخلص من "ولدات الجاموس الخاصة بالذكور" وهى فى اعمار صغيرة لا تتعدى ال 40 يومًا وفى وزن 80 كيلوجرامًا؛ وذلك لعدة أسباب، منها أن العجول الذكور بطيئة فى النمو أثناء المرحلة الأولى من أعمارها، كما أنها تتعرض للنفوق؛ لإصابتها بالالتهاب الرئوى والحبل السرى، وينفق سنويًّا 600 ألف رأس عجل حديثى الولادة، ويترتب على ذلك نقص فى إنتاج اللحوم الحمراء، وعدم توافر الذكور المطلوبة لتخصيب الإناث، وعدم القيام بعملية التحسين الوراثى. وعن الحلول المقترحة لتنمية الثروة الحيوانية فى مصر أكد البربرى أن قسم الإنتاج الحيوانى بجامعة الإسكندرية اقترح فكرة سهلة التنفيذ يستطيع المربى العادى أن يتبعها، وهى عملية "الفطام المبكر".. الإسراع باكتمال "الكرش- الشبكية الورقية- الأنفحة"، ويكون عمره سنة، ولسرعة نمو الحيوانات؛ لا بد أن يستهلك 150 كيلو جرامًا من اللبن خلال ال 45 يومًا الأولى، بعد أن كان الفلاح يستخدم الفطام المتأخر 120يومًا، ويستهلك خلاله 350 كيلو لبن، وبذلك نكون قد وفرنا 200 كيلو لبن، وأصبحت العجول تنمو بسرعة أكبر، ويصل الحيوان إلى 400 إلى 500 كيلو بمرحلة التسويق. واختتم البربرى أن طريقة الفطام المبكر يترتب عليها خفض تكاليف تربية العجول بنسبة 30%وتوافر العدد المناسب من الذكور لتخصيب الإناث ورفع الكفاءة التناسلية للأمهات.