بدأ الجانب الإثيوبي شن الحرب النفسية والسياسية مع اقتراب موعد اجتماعات اللجنة الثلاثية لاختيار المكتب الاستشاري والتعاقد معه، والمقرر انعقاده 7 مارس القادم؛ للتأثيرعلى المفاوض المصري، وإتاحة الفرصة لاستكمال العمليات الإنشائية لجسم السد الإثيوبي، وذلك باستخدام الجانب السوداني، بعد أن تم تسريب بعض المعلومات غير الرسمية، والتي تؤكد الانتهاء من 45 % من أعمال بناء السد، الأمر الذي يؤهله للبدء في عملية تخزين المياه أمام جسم السد، ابتداء من موسم الفيضان القادم، والذي سيبدأ أول يوليو القادم لتوليد الكهرباء. عدم إمكانية التخزين أمام سد النهضة ومن جانبه نفى الدكتور علاء ياسين مستشار وزير الري للسدود ودول نهر النيل أن تبدأ أثيوبيا في مرحلة تخزين المياه أمام جسم السد؛ حيث إنها لم تنتهِ سوى من 30 % فقط من الأعمال الإنشائية للسد، والتي لا يمكن أن تقوم بعمليات توليد كهرباء في تلك المرحلة. مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن ضمن تصميم السد تركيب توربينين عند مستوى منخفض من التخزين، إلا أن هذه العملية مرتبطة بعدة عوامل، منها معدلات العمل في السد والتمويل المتاح، هذا بجانب ميعاد توريد التوربينات. وأوضح ياسين أن عملية توليد الكهرباء من السد في الوقت الحالي أمر مشكوك فيه، موضحًا أن عملية البدء في تخزين المياه لا يمكن تحديد موعد لها إلا بعد الانتهاء من 90 % من أعمال إنشاء السد والانتهاء من محطات توليد الكهرباء وشبكة الكهرباء أيضًا التي سيتم توزيع الكهرباء المتولدة من السد من خلالها، لافتًا إلى أن كمية المياه التي تم الإعلان عن أن الجانب الإثيوبي سيقوم بتخزينها بداية من يوليو القادم، وهي 14 مليار متر مكعب، تحتاج إلى أن يكون ارتفاع السد قد بلغ 99 مترًا على الأقل، وهو ما لم يتم تحقيقه على أرض الواقع. بدء التخزين علميًّا فيما قال الدكتور إسلام ممدوح خبير السدود إن هناك احتمالية كبيرة أن تبدأ إثيوبيا في عملية تخزين المياه أمام جسم سد النهضة في أكتوبر القادم؛ لأن ذلك له جدوى اقتصادية في حالة بداية التشغيل عام 2016. وهذه الاحتمالات لها دلائل واقعية كثيرة، من أهمها أن إثيوبيا تسير على الخطة الزمنية الموضوعة لمشروع السد، حيث إن شركة "سالينى" الإيطالية والموكل إليها تنفيذ العمليات الإنشائية لجسم السد وقعت العقد مع الحكومة الإثيوبية فى أواخر 2010 لتنفيذ السد خلال سبع سنوات، وطبقًا للعقد يسلم السد نهائيًّا فى ديسمبر 2017، كما أن شركة "ألستوم" الفرنسية وقعت عقدًا مع الحكومة الإثيوبية لتوريد "8″ توربينات فى إبريل 2013، ووفقًا لهذا العقد، فمن المفترض أن تكون بعض الوحدات (التوربينات) قد سلمت لإثيوبيا، لافتًا إلى أن الحكومة الإثيوبية صرحت فى إبريل 2014 أن 40% من أعمال الإنشاء تم الانتهاء منها، ومن المتوقع أن تكون هذه النسبة قد تعدت ال 50% الآن. وأوضح ممدوح أنه طبقًا لطبيعة تدفق المياه فى النيل الأزرق واختلافه الكبير على مدار السنة، تكون ذروة التدفق فى شهري أغسطس وسبتمبر، ويبدأ التدفق في الانخفاض في أكتوبر، وتشكل التدفقات خلال هذه الشهور من 65% إلى 70% من التدفق السنوى للنهر (من 40-45 مليار متر مكعب)، والمحمل بأعلى كمية من الطمى تقدر بحوالى 600 مليون متر مكعب، مشيرًا إلى أنه يفضل الوصول للسعة القصوى للتخزين مع بداية موسم انحسار الأمطار وقلة التدفق، أي يفضل بدء التخزين من منتصف أكتوبر فى أى عام، ويتوقع أن يتم تخزين من 10 إلى 15 مليار متر مكعب حتى بداية شهر أغسطس العام الذى يليه، ثم يتم تخزين التدفق لأشهر الفيضان وبدء تشغيل محطة الكهرباء بعد انتهاء موسم الفيضان، وبالتالى يتم تجنب ترسيب 600 مليون متر مكعب فى قاع بحيرة السد وكسب عام من عدم التطهير أثناء التشغيل. لعبة سياسية ترى الدكتورة أمانى الطويل الباحثة فى الشئون الإفريقية بالدراسات السياسية والاستراتيجية بمركز الأهرام أن هذه التصريحات لا تخرج عن نطاق الشائعات "بالونة اختبار" من الجانب السودانى لصالح إثيوبيا، هدفها قياس ردود الأفعال المصرية، خاصة بعد أن أقدمت مصر على الضربة العسكرية لليبيا، موضحة أن تلك التصريحات لها أهداف سياسية للتأثير على مسار المفاوضات الخاصة بسد النهضة، وأنه تسريب ضعيف وبلا مصادر حقيقية، ولن تؤثر على المفاوض المصري.
