تظل منطقة مثلث ماسبيرو من أبرز العشوائيات، التي تقع فى قلب العاصمة، حتى شهدت في الفترة الماضية حالة نزاع وصراخ للأهالي برغبتهم في عدم التهجير من المنطقة، ومطالبتهم بالتطوير والإحلال والتجديد فقط، وبعد عدة اجتماعات مع الوزارة المستحدثة آنذاك برئاسة الدكتورة ليلى اسكندر، وزيرة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات، لتتبنى الوزارة طريقة جديدة في التعامل مع سكان العشوائيات، باعتبارهم شركاء في التنمية. عقدت وزارة الدولة للتطوير الحضري، خلال الشهور الماضية، عدة اجتماعات مع أهالي المثلث، آخرها في ديسمبر الماضي مؤتمرًا شعبيًّا بحضور رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب؛ للاستماع إلى مطالب أهالي المنطقة، والذي أعقبه الانتهاء من المرحلة الأولى لتطوير منطقة مثلث ماسبيرو، التي تمثلت في إعداد تصور مبدئي لتطوير المنطقة بمشاركة جميع شركاء التنمية والذي توافق عليه جميع الشركاء، ثم استكمال المرحلة الثانية أول أمس بتوقيع عقد شركة هيل إنترناشيونال، القائمة بإعداد كراسة الشروط والمواصفات بدون أجر؛ لطرحها في مسابقة عالمية خلال الأشهر المقبلة، بحضور ممثلين عن المنطقة. يقول محمود شعبان، عضو اللجنة المفوضة للتحدث عن رابطة شباب وأهالي مثلث ماسبيرو: إنه حضر اجتماعًا أول أمس مع وزارة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات ممثلًا عن المستأجرين من أهالي مثلث ماسبيرو؛ لحضور توقيع الوثيقة التى تنص على بدء أعمال التطوير بالمنطقة، بين الشاغلين والملاك، معربًا عن أنها خطوة جديدة تطمئن أهالي المثلث بأن حقوقهم لن تضيع، وأنهم موجودون بشكل فعال في خطة التطوير ويحضر عنهم ممثلين، حيث حضرت السيدة إيمان الحسيني ممثلة عن المراة بالمثلث، وسيد شعلان ممثلًا عن أصحاب المحلات، وسامح سيف ممثلًا عن ملاك المنطقة. وأضاف شعبان أن الجلسة التي انعقدت منذ أول أمس مع الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات، ورئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، خلصت إلى القول الفصل بأنه لا تهجير لأهالى مثلث ماسبيرو، وأن مشروع التطوير لن يغفل حقوقهم في السكن بالمنطقة، ولن يقوم على الاخلاء القسرى ولكن على الإحلال والتجديد، مشيرًا إلى أن الخطوة المقبلة بعد توقيع الوثيقة بين الملاك والشاغلين حول خطة التطوير، تتضمن جمع الأوراق من أهالي المثلث خلال الأيام المقبلة، ثم نزول لجنة الحصر للتأكد من العدد الفعلي لسكان المثلث. وأوضح شعبان أن منطقة المثلث سميت بهذا الاسم لأن قطعة الأرض التي تقع عليها البيوت كالمثلث، وتبلغ مساحتها 74 فدانًا، وتقطن بها حوالي 3500أسرة تقريبًا، ويعود تاريخ المنطقة إلى أكثر من 150 عامًا ملك شركس باشا، وكان يقطنها خدم الباشا، وبمروز الزمن وبعد ثورة يوليو ظل الأهالي في البيوت التي أصبحت وقفًا لهم. من جانبها قالت الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة الدولة للتطوير الحضري والعشوائيات: تم توقيع وثيقة توافق من شركاء التنمية (شاغلين وملاك) على التصور المبدئي لتطوير المنطقة؛ تمهيدًا للبدء في المرحة التالية الخاصة بطرح عملية إعادة تخطيط المنطقة من خلال مكاتب استشارية عالمية. وأفادت بأن المرحلة الثانية من المشروع تعتمد على تجهيز المستندات وتحديد الإجراءات اللازمة لطرح عملية إعادة تخطيط المنطقة في مسابقة عالمية. صرحت الوزيرة بأن شركة هيل إنترناشيونال بادرت لتقديم الدعم الفني لإعداد مستندات الطرح وكراسة الشروط والمواصفات، لعملية طرح إعادة تخطيط المنطقة في مسابقة عالمية كمشاركة مجتمعية، وانه تم توقيع عقد الخدمة الاستشارية مع شركة هيل إنترناشيونال ومكتب جيت واي.