ندوة بسيطة جدًا خصصها القائمون على فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال46، صباح اليوم- الخميس، للحديث عن ترجمة أدب الأطفال من الروسية إلى العربية،لم يتجاوز وقتها 60 دقيقة، رغم أنها الحدث الأول بعد 20 عامًا من الانفصال عن الترجمة الروسية في مصر، كان من المفتروض أن يكون أكثر احتفاءٍ، إلا إنه جاء مهملًا وبسيطًا. في هذه الاحتفالية البسيطة استعرض خليل جاد- مدير الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، خلال لقاء مع الأديبة الروسية «ناتاليا كورتوج»، التاريخ الثقافي بين مصري وروسيا قائلًا: الشيخ العلامة محمد عباد الطنطاوي، من منا لم يتذكر هذا الاسم جيدًا، فهو أول مصري درس اللغة العربية للشعب الروسي بتكليف من محمد علي باشا، وتتلمذ علي يده كبار الأساتذه والمستشرقين، فالتاريخ الثقافي بين مصر وروسيا حافل بالتجارب الأدبية العديدة، والستينيات والسبعينيات تشهد على ذلك، فكان لا يوجد بيت في مصر آنذاك خاليًا من كتاب مترجم عن الروسية، لا سيما كتب الأطفال التي يتميز بالتيمه الإنسانية، والحرص على ربط الطفل في سن مبكر بالبيئة المحيطة به، لذا كان الأدب الروسي لارتباطه بالإنسان وحياته الأقرب لوجدان المصريين، على عكس آداب الشعوب الأخرى التي تعتمد على الأكشن والصواريخ فتجعل الطفل ينفر منها. هذا وقد أشار إلى أن الترجمة عن الروسية في مصر توقفت تمامًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مما سبب في قطيعة أدبية دامت 20 عامًا، إلا أن المركز حاول ولو بتجربة بسيطة أن يستعيد هذا الدور من خلال أدب الأطفال وترجمة أول عمل للأديبة الروسية ناتاليا كورتوج «حكايات الوسادة» بالمجهودات الشخصية البسيطة جدًا، لدرجة أن مترجمة العمل قامت به تطوعًا دون مقابل مادي. ضم الكتاب 4 قصص مستوحاه من البيئة المحيطة «الطفلة سونيا والبوم، الطفل الصغير والقط، الفأر العجوز، الفتاة وصحراء العرب». وأعربت الأديبة الروسية عن سعادتها بالتجربة ونقل عملها الأول إلى العربية، مشيرة إلى أن الكتابة للأطفال تتطلب مزيدًا من الجهد بين الكتابة والرسم، قائلة: عندما فكرت في كتاب "حكايات الوسادة" قمت برسم الشخصيات والأحداث على الورق أولًا ثم شرعت في الكتابة، رأيت أن الوسادة أقرب شئ للإنسان، فالطفل حين يضع رأسه على الوسادة يتخذها صديقة له ويقصص عليها حكاياته، لذا رغبت أن يكون أول عمل لي رمزيًا وبسيطًا كهذا.