بإرادة قوية وخطى واثقة تحدى مجموعة من الشباب الناشئين بمحافظة المنيا إعاقتهم وظروفهم الخاصة، وقهروا مسلمات اليأس والتسليم للواقع؛ ليحققوا بطولات رياضية عظيمة، وتبقى معوقات الوصول للأفضل ثقلاً على كاهلهم أكثر من ثقل إعاقتهم؛ نتيجة إهمال وتجاهل مسئولي المحافظة لهم. نادي متحدي الإعاقة في محافظة المنيا حوى نماذج مشرفة من اللاعبين تمتعوا بالإرداة الصلبة، وتفوقوا على الظروف ومعوقاتها، ومن بين تلك النماذج التقت "البديل" نعمات الهادي سعيد طالبة جامعية ولاعبة الناشئين بالنادي، حصدت 7 بطولات، أبرزها مركز أول جمهورية 2012 إنتاج حربي للناشئين وأول جمهورية في بطولة وزارة الشباب والرياضة والمركز الثاني في أوليمبيات الجامعات، بخلاف 7 ميداليات، بينها 3 ذهبية و2 بروزنية وميدالية فضية. تشكو "نعمات" من تزامن البطولات والامتحانات بالجامعة، الأمر الذي يمنعها من مشاركة بطولات عدة، كما أن مشاركتها لا تتسم بالتركيز الكامل؛ مما يجعلها غير قادرة على تحقيق المركز المأمول لديها، لافتة إلى أن تزامن البطولات أيضًا مع أعياد المسيحيين منع زملاءها من المشاركة. "سمية بهاء نصر" لاعبة ألعاب قوى – كراسي متحركة – تخصص رمح وجلة، شاركت في 6 بطولات، ورتبت ثاني جمهورية في الرمح وثالث في الجلة، وحصدت عدة ميداليات منذ تاريخ ممارستها اللعبة من 3 سنوات. تشكو "سمية" بعد المسافة بين منزلها الكائن بمدينة ملوي والنادي بمدينة المنيا، وقالت ل "البديل" إنها تقطع مسافة ساعة كاملة، كما شكت عدم توافر الكراسي الخاصة بدرجة إعاقتها في التمرينات وأثناء البطولات، في حين أن منافسيها تمتعوا بتوافر تلك الكراسي وممارستهم التمرينات خلال معسكرات البطولات. والتقت "البديل" أيضًا "خالد حسين عباس" طالب جامعي ولاعب رفع أثقال، شارك بطولتين وحصد برونزية الجامعات وبرونزية الجمهورية. يشكو أيضًا من مشكلة تزامن الامتحانات ومواعيد البطولات؛ ما منعه من المشاركة هذا العام في بطولة الجامعات والجمهورية. ويقول محمد عبد العظيم محمد المدير التنفيذي للنادي ل "البديل" إنه ومنذ عام 2011 يمارس لاعبو النادي 5 لعبات، وهي (الكرة الطائرة- كرة السلة- ألعاب القوى- تنس الطاولة- رفع الأثقال)، وإن النادي يحصل دائمًا على المركز الثالث في كرة الطائرة ببطولة الجمهورية وكأس مصر، وفي كرة السلة – كراسي متحركة – يحصد النادي المركز الأول ببطولة الجمهورية وكأس مصر وبطولة المحافظات، وفي رفع الأثقال حصد النادي 8 ميداليات ما بين ذهبية فضية برونزية من خلال 8 لاعبين، وفي تنس الطاولة حصد النادي نفس الميداليات من خلال 6 لاعبين، كما حصد 10 لاعبي ألعاب قوى الميداليات ذاتها. وبدأ مدير النادي في حديثه عن المشكلات بسرد تفاصيل الجانب المادي المتدهور خاصة للاعبي المنتخبات وعددهم 14، ممثلة في بدلات الانتقال والتغذية ومكافآت اللاعبين والمدربين والإداريين، موضحًا أن النادي يشارك في 16 بطولة تتطلب حجز فنادق في كل مرة بالإضافة للبدلات. وقال إن مقر النادي عبارة عن غرفة داخل نادي السكك الحديدية مساحة 4 أمتار طول وعرض؛ ما يضطرهم لاستئجار ملاعب سلة وتنس تتطلب تكلفة مادية، لافتًا إلى أن المحافظة كانت قد خصصت مساحة 10 فدادين للنادي بمدينة المنيا الجديدة منذ 2010، إلا إنه لم تُتخذ أية خطوات جادة لبدء العمل، مشيرًا إلى أن الأمر متوقف على قرار وزاري من وزارة الشباب والرياضة، وهو أمر بناء يوجه من قِبَل الوزارة لجهاز مدينة المنيا الجديدة. ووصفت اللاعبة "نعمات" الحالة المادية بأنها "تحت الصفر"، وقالت إن مكافآت البطولات والميداليات رمزية لا تذكر، في حين أنها وزملاءها يتمرنون موسمًا كاملاً قبل البطولات، وأضافت زميلتها "سمية" التي تقطن مركز ملوي أنها تتحمل نفقات الانتقال طوال الموسم بجانب نفقات التغذية. طموحات وأحلام اللاعبين ترجمتها إرادتهم وحماسهم، فيقول "خالد" إن أحلامه لا تتوقف على مشاركته محليًّا، بل يطمح لحصد بطولات عالمية؛ لرفع علم مصر بين الدول. أما "سمية" فذكرت أن بعض الميداليات كان لها تحدٍّ كبير وذكرى تلهب حماسها أكثر فأكثر؛ لتختتم حديثها قائلة "ما فيش حاجة صعبة.. المنيا فيها خامات كويسة ينقصها الاهتمام والموارد". ورغم ضعف الإمكانات بالمنيا إلا أن "نعمات" تفخر بأنها لاعبة في نادي متحدي الإعاقة بالمنيا. وفي سياق موازٍ تأهل فريق الصم والبكم بنادي مستشفى المنيا الجامعي للدوري الممتاز (أ) لكرة القدم، بعد حصده المركز الأول في الدوري الممتاز (ب)، وبسبب الأزمات والإمكانيات التي عانى منها الفريق، هبط للدوري الممتاز "ب" منذ عام 2009، وكان قد حصل على بطولة الدوري الممتاز (أ) في موسم 2000/2001، وموسم 2002/2003 والمركز الثاني في بطولة الجمهورية 5 مرات والمركز الثالث في موسم 2008/2009.