اختتنم اعلاء شلبي الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان مهمته ضمن وفد المقدمة لبعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا تنفيذا للبروتوكول الموقع بين الجامعة والحكومة السورية في 19 ديسمبر/كانون أول الجاري. وكان وفد المقدمة برئاسة السفير “سمير سيف اليزل” الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية قد غادر القاهرة إلى دمشق في ظهيرة يوم الخميس الموافق 22 ديسمبر الجاري، واستقبله مدير الإدارة العربية بالخارجية السورية، كما التقاه في اليوم ذاته نائب وزير الخارجية السورية السفير “فيصل مقداد” الذي يتولى رئاسة الفريق الحكومي السوري المعني بتفعيل البروتوكول، والذي التقاه مجدداً يومي الجمعة والسبت في اجتماعات عمل مطولة للتباحث في التفاصيل الفنية والآليات المتعلقة بمهمة وفد مراقبي الجامعة. كما استقبل الدكتور “وليد المعلم” وزير الخارجية كلا من وفد المقدمة والفريق الحكومي السوري، ودعاهما للعمل معاً من أجل تفعيل البروتوكول. كذلك التقى الأمين العام بالفريق أول “محمد مصطفى الدابي” رئيس بعثة المراقبين الذي وصل دمشق مساء السبت 24 الجاري، وجرى خلال الاجتماع التباحث حول التصورات التي بلورها فريق المقدمة وناقشها مع الجانب السوري، وما يتصل بمهمة الفريق من متطلبات. وقد غادر الأمين العام للمنظمة دمشق مساء الأحد 25 الجاري للحاق بجلسة الاجتماع التي ضمت الأمين العام لجامعة الدول العربية والمراقبين صباح الإثنين 26 الجاري بالقاهرة، حيث قام الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بتقديم عرض تفصيلي للمراقبين تناول محددات العمل الميداني والضوابط التي تحكم عمل المراقبين من الجانبين الحكومي وغير الحكومي ووسائل تفعيل بروتوكول التعاون. وتساهم المنظمة بثلاثة عشر مراقباً من ست بلدان عربية من بين خمسين مراقباً ميدانيا أوفدتهم الجامعة مساء الإثنين 26 الجاري. ويتوقع أن ينتشروا خلال يومي 27 و28 الجاري في خمس مناطق تشملها المرحلة الأولى، وهي: دمشق وريف دمشق ,وحمص وريف حمص حماه وريف حماه وادلب وريف واخيرا درعا وريف درعاوفي المرحلة الثانية، سيتم إيفاد خمسون مراقباً آخرين، وبما يشمل تعزيز المراقبين في المناطق الخمس الأولى، ونشر فرق أخرى في ثلاث مناطق، وهي: 1- المنطقة الساحلية (اللاذقية – طرطوس – بانياس) 2- القامشلي وريف القامشلي 3- دير الزور وريف دير الزور كما سيتوافر برفقة رئيس البعثة فريق إضافي للعمل على متابعة الفرق في المناطق الثماني المشار إليها، وكذا زيارة أية مناطق أخرى خارجها إذا ما دعا الأمر لذلك. وستتخذ هذه الفرق مراكزاً لها في مراكز المدن وعلى نحو يضمن سهولة تواصل الجمهور ومؤسسات المجتمع المدني معها، وسيقوم مراقبوها بتحركات ميدانية وفق أولويات جرى وضعها مسبقاً بناء على معلومات ميدانية مدققة، وذلك بهدف التحقق من تفعيل بنود البروتوكول، والتي تشمل وقف العنف وضمان اطلاق سراح المعتلقين والسماح بدخول وسائل الاعلام الى سوريا لتغطية الاحداث ونشر مراقبين مدنيين وسحب المظاهر المسلحة من المناطق السكنية. كما يتضمن البروتوكول حماية المراقبين وضمان حرية تحركاتهم ومنحهم الحصانة القانونية وفق القواعد المرعية لموظفي جامعة الدول العربية وتلك المطبقة لموظفي الأممالمتحدة. وأسست الأمانة العامة للجامعة العربية غرفة عمليات بمقرها بالقاهرة لتقديم الدعم المتواصل للبعثة، ووفرت مقراً لرئاسة البعثة بمكاتب الجامعة في دمشق، ومدت البعثة بسيارات متخصصة للتحركات الميداني وأعلام ولافتات وإشارات توضع على السيارات المخصصة للبعثة ومقراتها. ومن ناحيتها، اتفقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على قيام أعضاء المنظمة في سوريا وشخصيات عامة على القيام بمهمة إسناد ميداني للبعثة في مناطق عملها وتحركاتها. وقد أكد الأمين العام أن المنظمة كانت قد تدارست دعوة الجامعة العربية لانخراطها في دعم بعثة المراقبين، واتخذت قراراً بدعم جهود الجامعة العربية لتفعيل البروتوكول لتحقيق الهدف المرحلي لحماية المدنيين وتخفيف الاحتكاكات وحقن الدماء، وباعتبار البروتوكول يشكل وسيلة لإفساح المجال لوضع حلول سياسية للخروج من نفق الأزمة الحالية، وعلى نحو يلبي الطموحات الشعبية المشروعة للشعب السوري وفقاً للمبادرة العربية.