فض الاعتصامات بالقوة واعتقال العمال أدى لتراجع الحركة العمالية البرلمان القادم "فلولي منبطح".. والسلطة ستمنع المعارضة لضمان تمرير القوانين 25 يناير المقبل الأصعب.. والضغط الشعبي هو الحل.. ونرفض الضغوط الخارجية كان العام المنقضي عاما للقمع بامتياز، وتعرضت خلاله القوى الثورية للتنكيل والاعتقال مما أدى إلى تراجعها الواضح كما يؤكد هيثم محمدين، عضو المكتب السياسي لحركة الاشتراكيين الثوريين، وعضو مؤسس بجبهة طريق الثورة، خلال حواره مع "البديل"، ويرى أن الحركة الثورية سستأثر بهذا التراجع خلال الفترة المقبلة، وعليها أن تتوحد وتعيد تنظيم صفوفها لضمان القدرة على الحراك في الشارع مرة أخرى.. -فيما يتعلق بالحريات، كيف تقيم العام الماضي؟ خلال 2014 سيطر النظام الحاكم على السلطة بحملة قمعية واسعة، وشهدنا اقتحام الجامعات من قبل رجال الداخلية، فهو باختصار عام اعتقال شباب الثورة وفض المظاهرات، وبالرغم من أن عام 2013 وفي ظل رئاسة محمد مرسى، شهد حالات قمع ومذابح فى حق الشباب، إلا أنها في 2014 كانت أعنف من حيث التعذيب داخل السجون وأقسام الشرطة، وبحيث يمكن تلخيص العام بأنه عام القمع. -ما رأيك فى دور الأحزاب فى الفترة الماضية؟ الأحزاب تؤيد النظام وتدعم الثورة المضادة بنفس الطريقة التى ساهمت بها جبهة الإنقاذ فى عودة الفلول واستدعاء السلطة العسكرية بحجة مواجهة الإخوان، فالأحزاب على مدار 2014 كانت لها مواقف سياسية مخزية من مرور قوانين قمعية مثل قانون التظاهر، والصمت على الانتهاكات. -ما رأيك فى أداء القوى الثورية والحركات الشبابية وعلى رأسها جبهة طريق الثورة؟ القوى الثورية حاولت وقف زحف الثورة المضادة بالتصدي للقوانين القمعية التى صيغت بالأوامر المباشرة من قبل النظام الحالي، كما حاولت الدفاع عن مكتسبات الثورة لكنها واجهت حملة قمعية شرسة أدت إلى استشهاد عدد من أفرادها ودخول العدد الأكبر السجون بتلفيق القضايا لهم بعد القبض عليهم، وفصل عدد آخر من أعضائها من الجامعات. -ما رأيك فى أداء التيار الإسلامي برمته على الساحة السياسية؟ جماعة الإخوان استمرت فى الاحتجاج منذ 3 يوليو حتى اليوم لكن التكتيكات التي استخدمتها كارثية ونتج عنها استشهاد عدد من أعضائها، صحيح أن المتسبب الأول فى وقوعهم هو النظام، ولكن التكتيكات التى استخدمتها الجماعة لاستنزاف الدولة استنزفت فى الحقيقة شبابها. كما أن الشعارات التى استخدمتها جماعة الإخوان استعدت قطاعات شعبية واسعة بسبب التمسك بعودة مرسي، وبذلك لم ينجحوا فى توصيل حالة اضطهاد النظام لهم إلى الشعب، فضلا عن أن تحالفهم أثناء وجودهم فى السلطة مع التيار الديني المتطرف كان السبب في الخسارة الأكبر لهم بسبب البعد الطائفي الذي ساد في خطابهم، فهذا التحالف وهذا الخطاب أضر بالجماعة ونفر منهم قطاعات شعبية كبيرة، وعندما تفكك هذا التحالف وهرب النور والجبهة السلفية إلى حضن السلطة بعد 3 يوليو لم يستطع الإخوان استعادة ما فقدت. -هل تتوقع زيادة الاحتجاجات فى الفترة القادمة، ولماذا؟ نعم، وبسبب فشل النظام، فهناك تراجع على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، كما أن هناك ضغطا على الفقراء بزيادة الأسعار مع ثبات الأجور وعدم وجود حلول لمشكلات كثيرة مطروحة من قبل الثورة، إضافة إلى فشل النظام في تحقيق استقرار سياسي، والقمع والاعتقالات والقوانين الاستثنائية التى فشلت بدورها فى وقف الاحتجاجات فى الشارع وهو ماكان يراهن عليه النظام، وبالتالى لا أتوقع الاستقرار خلال الفترة الحالية. -كيف ترى البرلمان القادم؟ أعتقد أنه سيتشكل من رجال الأعمال، وأنه سيكون منبطحا أمام السلطة التي لن تسمح بوجود صوت معارض حتى لو كان ضعيفا داخل البرلمان، حتى لا يناقش الإجراءات التي قامت بها وخاصة القوانين التى شرعتها في غيابه. -لماذا يتهم الاشتراكيون الثوريون دائما بالتوافق مع جماعة الإخوان المسلمين؟ الاشتراكيون الثوريون من قبل الثورة وحتى الآن يرفضون الإجراءات الاستثنائية أو القمعية ضد أى فصيل حتى لو كان جماعة الإخوان، وأعلنا مراراً وتكراراً بعد 3 يوليو أن القمع لهذا الفصيل أو ذاك يمثل تجاوزا فى حق المعارضة بأكملها ولا يجوز الصمت عليه، وهذا ما حدث بالفعل وما نعيشه الآن. -ما رأيك فى دور الإعلام في ظل ما يتناوله من قضايا غريبة طرأت على برامج "التوك شو"؟ الإعلام على مر التاريخ أداة النظام لتغييب وعى الناس، وفي مصر استخدمه النظام لمصلحة الثورة المضادة وتشويه المعارضة والثوار، فالإعلاميون نتيجة لتعليمات بإلهاء الشعب يحاولون توجيه مادة سخيفة الغرض منها الإلهاء وتشويش العقول للابتعاد عن مناقشة القضايا الأهم. -كيف يمكن ردم الفجوة التى اتسعت بين القوى الثورية المتمثلة فى الحركات والأحزاب المدنية؟ الفجوة بدأت منذ تدشين جبهة الإنقاذ التى أعادت الفلول مرة أخرى، واتخذت مواقف مخزية تماهت فيها مع النظام، وانتهى الأمر بالتفويض لما أسموه بالحرب على الإرهاب الذي استغل فقط للتنكيل بالشباب وقمعه، وكحجة للزج بهم فى السجون، وبالتالي أعتقد أن الفجوة أكبر من أن ترمم. -ما رأيك فى الاحتجاجات العمالية الحالية، وهل أصبحت فى تصاعد أم قلت عما سبق؟ هناك تراجع ملحوظ فى الاحتجاجات العمالية منذ 3 يوليو، فآخر شهر فى سلطة مرسي كان هناك 720 احتجاجا فى الشهر الواحد، في حين كان في أغسطس الماضى 63 احتجاجا فقط، وهذا نتيجة لقمع الحركة العمالية حيث شاهدنا على مدار العام فض اعتصامات لهم بالقوة والقبض على بعضهم، ورغم ذلك لم تهدأ احتجاجاتهم بسبب أحوالهم وأجورهم، ومطالباتهم المستمرة بتحسين أوضاعهم داخل الشركات والمصانع مع وجود إدارات فاسدة تتعسف ضدهم. -لماذا انخفض عدد المحالين للمحاكمة من المقبوض عليهم مقارنة بيناير الماضى، وما توقعك ل25 يناير المقبل؟ الإحالة للمحاكمة قلت نتيجة لتراجع القوى الثورية فى الأساس، وكان تحويل العدد الأكبر للمحاكمات أثناء قوة حركة الشباب في الشارع أمرا طبيعيا، وأعتقد أن 25 يناير المقبل سيمثل أصعب ذكرى ستمر علينا على مدار ال4 سنوات الماضية، حيث ستكون الأصعب والأضعف على حد توقعى، بسبب ضعف وتراجع القوى الثورية التى تلقت ضربات قاسية فى الفترة الماضية. -هل تتوقع خروج بعض المعتقلين مثل دومة، وماهر، وعلاء عبد الفتاح، فى الفترة القادمة؟ أنا أراهن طول الوقت على قوة الضغوط، فزملاؤنا لا يخرجون من الزنازين سوى بالضغط الشعبى، أو بضغط أنظمة بعض الدول، أو من خلال ضغط المنظمات الحقوقية، وهذا ما نرفضه، حيث لا نقبل أن يكون زملاؤنا جزءا من المفاوضات الخارجية مع النظام، لذلك علينا بالضغط الشعبى.