في الوقت الذي تنطلق فيه المبادرات الدولية الهادفة لإيجاد حل للأزمة السورية التي تدخل عامها الرابع، وبينما تناقش الدول العربية وحلفاء المعارضة المبادرة الروسية الأخيرة والتي تتزامن مع مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي ميستورا"، يحاول ما يعرف ب "الائتلاف السوري المعارض" لملمة أوراقة ليظهر بشكل منسق ومتوافق في المؤتمرات المفترض عقدها لمناقشة هذه المبادرات، بعد أن ظهرت المعارضة أكثر من مرة غير متوافقة على حل معين فيما بينها مما يجعل فرص نجاح المبادرات والحلول السياسية ضعيفة. انتخبت الهيئة العامة لما يسمى ب "الائتلاف المعارض" الأحد الماضي "خالد الخوجة" رئيسًا لها، و"هشام مروة" نائبًا له، و"نغم الغادري" نائبًا للرئيس كعنصر نسائي، فيما بقي منصب النائب الثالث شاغرا، وأوضح الائتلاف، أن "الخوجة" حصل على 56 صوتا، متقدما بذلك على الأمين العام السابق للائتلاف "نصر الحريري" الذي حصل على 50 صوتًا، كما حصل "يحيى المكتبي" على 54 صوتًا متقدمًا على منافسه "جواد أبو حطب" ليتسلم منصب الأمين العام للائتلاف، حيث تتكون الهيئة الرئاسية للائتلاف الوطني من رئيس للائتلاف، وأمين عام، و3 نواب للرئيس من بينهم امرأة، كما يفترض أن يشغل رئيس للائتلاف المنصب لمدة عام، وليس ستة أشهر، كما كان سابقًا، إذ تم تعديل النظام الداخلي للائتلاف في الاجتماع الماضي، لتصبح فترة الرئيس منذ هذه الدورة سنة كاملة. بدأ الائتلاف الجمعة الماضية اجتماعاته في مدينة اسطنبول التركية لانتخاب رئيس وأمين عام جديدين له، وفي الانتخابات التي صوت فيها مائة وتسعة أعضاء من أصل مائة وأحد عشر عضوًا، والتي ادعى الائتلاف أنه استكمالا للحكومة المؤقتة، تم انتخاب "نادر عثمان" نائباً لرئيس الوزراء، و"عبد الرزاق الحسين" لوزارة العدل، و"سماح هدايا" لوزارة الثقافة في الهيئة العامة، فيما أجل التصويت على وزيري المالية والطاقة، جاء ذلك في ختام اجتماعات الائتلاف المنعقدة في إسطنبول، والتي ناقش فيها أعضاء الهيئة العامة آخر التطورات الميدانية والسياسية على الجبهات السورية، لاسيما المبادرة الروسية، وخطة المبعوث الدولي لسوريا "ستيفان دي ميستورا"، بالإضافة لمناقشة نتائج الزيارات الأخيرة لقيادة الائتلاف إلى كل من القاهرة والرياض. "خالد الخوجة" الذي يعتبر الآن الرئيس الرابع للائتلاف السوري المعارض، بعد "معاذ الخطيب"، و"جورج صبرة"، و"أحمد الجربا" و"هادي البحرة"، هو من مواليد دمشق عام 1965، سافر إلى ليبيا وأكمل هناك تعليمه الثانوي في مدينة أوباري سنة 1985، وبعدها انتقل إلى تركيا حيث درس العلوم السياسية بجامعة اسطنبول عام 1986، ثم التحق "الخوجة" بجامعة أزمير في تركيا، ودرس الطب ليتخرج عام 1994، ويعمل حالياً رئيس هيئة الإدارة في مجموعة الأكاديمية الطبية ومستشار استثمار وتطوير وإدارة بالقطاع الطبي منذ عام 1994 حتى الآن، ويعتبر "خالد الخوجة" مؤسس ومسئول لجنة إعلان دمشق في تركيا. يُعد "الخوجة" من مؤسسي المجلس الوطني السوري الذي أنشأ في 2 أكتوبر 2011، كما ساهم في تأسيس الائتلاف السوري المعارض، الذي أٌعلن عن تشكيله في نوفمبر 2012، وهو ممثل الائتلاف حالياً في تركيا، ويعتبر مقرباً من الحراك المدني والعسكري ويعد من مؤسسي مشروع المجالس المحلية في سوريا. يتجه الائتلاف بشكل عام نحو مقاطعة كامل أعضائه لمؤتمر موسكو، حيث تتزايد المؤشرات على موقف سلبي للائتلاف من الحضور المقرر 26 من الشهر الجاري، بسبب وجود تحفظات كثيرة لديه حول اختيار موسكو أسماء المعارضين المشاركين، إضافة إلى تلميحها لاستبعاد مصير "بشار الأسد" من النقاش. يحاول الائتلاف الخروج من كل الأزمات التي تحيط به، وإيجاد مخرج له في الفترة المقبلة، عبر إعادة تفعيل دوره وسيطرته على المعارضة وجمع شتاتها، في الوقت الذي تتهمه أطياف معارضة له بأنه هيمن على قرار المعارضة ككل، مشيرة أنه لا يشمل مختلف أطيافها، وأن هناك دولاً تحاول أن تجعل مؤسسة واحدة هي التي تمثل المعارضة السورية كي يصبح من السهل التحكم بها وتوجيهها، فضلا عن وجود خلافات عدة داخل جسم الائتلاف نفسه.