مع اقتراب ماراثون الانتخابات البرلمانية المقبلة تسعى المرأة فى البحيرة إلى البحث عن مقعد لها تحت قبه البرلمان بعد ثورتين شاركت نساء مصر فيهما بشكل لافت، إضافة إلى خروجها المذهل خلال الاستفتاء على دستور 2014. ورغم ذلك فإن الآمال العريضة التي نسجتها المرأة لا تجد رواجًا مناسبًا فى ساحة المنافسه الانتخابية. وعبر نظرة سريعة إلى تاريخ مشاركة المرأة فى البرلمان بالبحيرة، نرى أنها كانت دومًا مشاركة شرفية، وكان آخرها تمثيلها فى برلمان 2010 عبر الكوتة، والتى جاءت غير معبرة عن المرأة ذاتها، حيث فازت كل من "أمل عبد الوهاب" و"عبير الزقم" بمقعدى البحيرة، وشابت عمليات التصويت تدخلات وانتهاكات ألقت بظلالها على شرعية نتائج الانتخابات، وساهمت بدور رئيسى فى اندلاع ثورة يناير 2011. وربما كان الوجود الأبرز للمرأة البحراوية داخل البرلمان للراحلة "وجيهة الزلبانى" التى مثلت دائرة دمنهور دورتين أولاهما كانت فى مجلس 1987 عبر مقعد المرأة، والثانية فى مجلس 1990بعد نجاحها فى جولة الإعادة أمام مرشح حزب التجمع الدكتور زهدى الشامى، وقد صدر حكم قضائي ببطلان الانتخابات فى الدائرة، وتم الاكتفاء بصرف تعويض لمرشح التجمع وتفعيل مبدأ "المجلس سيد قراره". ثم غاب وجود المرأة البحراوية عن البرلمان، حتى جاء قانون الكوتة، وسرعان ما اختفى مرة أخرى عقب ثورة يناير. والآن وبعد تراث متواضع من المشاركة، تبحث المرأة عن وجود من خلال إعلان العشرات منهن عن خوض المنافسة المقبلة. وتبدو نساء الحزب الوطنى المنحل الأوفر حظًّا من حيث الرغبة فى الترشح، بينما تغيب نساء قوى المعارضة المدنية التقليدية عن المشهد باستثناء عدد قليل، لعل أبرزهن مرشحة حزب الوفد "بسمة الجرجاوى"، والتى خاضت المنافسة على مقعد مركز أبو المطامير، وتسعى الآن لخوض الانتخابات على قائمة حزب الوفد. وقد أعلنت "سناء برغش" آخر أمينة للمرأة بالحزب الوطنى بدمنهور خوض المنافسة مستقلة عن دمنهور، وتنافسها زميلاتها فى نفس الحزب الصحفية "ناهد البربرى" والدكتورة "نجوى عمران" الأستاذة بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية. ورغم إعلان العشرات من نساء البحيرة عن ترشحهن، إلا أن معظمهن اشترطن الترشح ضمن قوائم الأحزاب، ومنهن "عبير الزقم" النائبة السابقة ومقررة المجلس القومى للمرأة "زكية رشاد" ودعاء قنديل نائب رئيس الغرفة التجارية ووفاء فاروق – القبطية التى تردد دعم الكنيسه لها، فى حين تردد الدكتورة عفاف عيسى أنها الأقرب لدعم الكنيسة. ورغم جهود المجلس القومى للمرأة فى حث الأحزاب على الدفع بمرشحات على المقاعد الفردية، إلا أن الإقبال لا يزال ضعيفًا حتى الآن؛ نظرًا لتركيبة الدوائر الانتخابية فى البحيرة، والتى تحسمها القبلية والعشائرية والثقافة الذكورية.