انطلق الحوار اللبناني بين حزب الله وتيار المستقبل على مستوى الممثلين برعاية رئيس البرلمان "نبيه بري"، وجاء الحوار لمناقشة بعض القضايا الخلافية خاصة ملف الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من 7 أشهر، وذلك بعد تأكيد الطرفين على ضرورة تخفيف الاحتقان دون تخلي أي طرف عن ثوابته واتجاهاته. سلاح المقاومة وسوريا.. خارج النقاش يأتي هذا الحوار المباشر بين الطرفين بعد قطيعة استمرت لعدة سنوات، اتخذا خلالها مواقف مختلفة حول أغلب الملفات السياسية الكبرى خارجيًا وداخليًا، أبرزها الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى انتخاب رئيس للبنان، وقضايا أخرى تتعلق بالعمل الحكومي والبرلماني وملفات أمنية. الحوار جاء في ظروف بالغة الدقة تمر بها البلد، الأمر الذي يتطلب وعياً أكبر من جانب القيادات السياسية بخطورة المرحلة وضرورة توفير الأجواء المناسبة لنجاح هذا الحوار الصعب من خلال التلاقي للتخفيف من حدة الاحتقان المذهبي والغليان الطائفي في البلد، في مواجهة محاولات الإرهابيين الدفع بلبنان إلى فتن داخلية من خلال سياسة الابتزاز التي يعتمدونها في قضايا عدة أبرزها العسكريين المخطوفين، وهو أمر يدركه جيداً ليس السياسيين فقط وإنما كافة اللبنانيين ويعملان جميعهما بجهد للتصدي له بكافة الإمكانات المتاحة. خلال الفترة الأخيرة برزت تصريحات كثيرة من خلال قراءتها يتضح أن الحوار اللبناني يجرى دون شروط مسبقة، لن يناقشا فيه المحكمة الدولية ولا سوريا ولا سلاح المقاومة، بل فقط الرئاسة من دون الخوض في الأسماء. إيجابية الحوار شارك في الجلسة التي عقدت بين الجانبين خلال اليومين الماضيين عن «المستقبل» وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر ونادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، وعن «حزب الله» وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله وحسين خليل المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسن نصر الله، إلى جانب المعاون السياسي لبري الوزير علي حسن خليل الذي قد ينوب عنه في حضور الجلسات المقبلة. وخصصت الجلسة الافتتاحية للحوار لكسر الجليد بين الطرفين ويفترض انهما اتفقا فيها على خريطة طريق للحوار وعلى المواضيع التي ستناقش مستقبلاً، وآلية مناقشته، وبحسب متابعين جاءت ايجابية وشاملة من دون أضواء ولا صور، شابها بعض التحفظ لاسيما وأن اللقاء يعقد للمرّة الأولى بعد القطيعة بين الطرفين والحرب الإعلامية ولكن الطرفين أبديا هدوءًا وجدية ومؤشرات على عدم وجود استعجال لحصد النتائج، فيما يتوقع أن يجتمع المرشحان الرئيسان ميشال عون وسمير جعجع في عطلة الأعياد، لترتسم بذلك مرحلة جديدة من تنفيس الاحتقان والحوار في مجمل الأمور العالقة. وأكد الطرفان بعد الحوار حرصهما واستعدادهما البدء بحوار جاد ومسئول حول مختلف القضايا، بجانب حرصهما واستعدادهما البدء بحوار في إطار تفهم كل طرف لموقف الآخر في بعض الملفات الخلافية ومن المقرر أن تعقد الجلسة الثانية من الحوار خلال الأسبوع الأول من مطلع العام الجديد، في عين التينة أيضاً، على أن يتمثل فيها رئيس المجلس بمعاونه السياسي علي حسن خليل الذي سيشارك في الجلسات اللاحقة. تحرك فرنسي يتزامن الحوار اللبناني بشأن الملف الرئاسي مع انتهاء زيارة رئيس الحكومة تمام سلام لفرنسا والتي بحث خلالها صفقة تزويد الجيش اللبناني بالسلاح الفرنسي والانتهاء من الشق الفني والتقني لهذه الصفقة، فضلًا عن ظهور تقارير تتحدث عن تحرك فرنسي في مسعى لتحريك الملف الرئاسي اللبناني . في الغالب سيتوجه مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية جان فرنسوا جيرو، إلى الرياض وطهران، بعد وجود فرصة للخروج من المأزق الرئاسي، بعد ظهور الحوار الداخلي.