بعد أن عقدت مصر اتفاقية مع شركة "أفيك" الصينية لتنفيذ مشروع القطار المكهرب لربط مدن (السلام – العبور – هليوبوليس الجديدة – الشروق 1، 2 – العاشر من رمضان والعاصمة الجديدة)، دار جدل بين الحكومة وخبراء الطرق حول إذا كان القطار فائق السرعة يستطيع التلاؤم مع السكك الحديد في مصر أو أنه سيلقى مصير "التوربيني" الذي كان يربط بين القاهرة والإسكندرية، وتم إحالته إلى التقاعد بعد تحطيمه فلنكات السكة الحديد. السكك الحديدية متهالكة.. وسيلقى القطار الصيني مصير التوربيني قطارات التوربيني الشهيرة كانت تتميز بمقدمتها الانسيابية المختلفة تمامًا عن مقدمات جرارات القطارات الأخرى، دخلت الخدمة في مصر عام 1982، وكانت معروفة بالسرعة والأمان، ويفضل الأجانب ركوبها على القطارات العادية. وكان التوربيني "درة" قطارات السكة الحديد حتى عام 2007، حيث سبق إخراج قطارين من الخدمة بعد انتهاء عمرهما الافتراضي والمقدر ب 25 عامًا للقطار. وتقرر الاكتفاء بتشغيل قطار توربيني واحد رقم 9236 مع القيام بأعمال الصيانة له بالاستعانة بقطع الغيار الأخيرة الموجودة لدى الهيئة، وأيضًا ببعض أجزاء القطارين اللذين خرجا من الخدمة. واندثر التوربيني؛ لأن تهالك السكك الحديدية لم يتحمل قطارًا كهذا، وسط توقعات أن يكون قطار الصين المكهرب هكذا، فإمكانيات السكك الحديدية لا تسمح بذلك التطوير. يقول دكتور هيثم عاكف أستاذ النقل بكلية الهندسة جامعة القاهرة "إن الحكومة اهتمت باستحضار قطار فائق السرعة دون أن تهتم بتطوير خطوط السكك الحديد المتواجدة من الأساس، والتي عفى عليها الزمن، ولم تلقَ أي اهتمام من قِبَل الدولة أو هيئة السكك الحديدية أو الوزارة، مشيرًا إلى أن القطار فائق السرعة لن ينجح في مصر طالما استمرت خطوط السكك الحديدية هكذا. وأوضح "عاكف" أن مشروع القطار السريع بالنسبة لدولة متقدمة مثل الصين مشروع قديم ومتهالك؛ لذا فهم يصدرونه إلى مصر، على اعتبار أنه تقدم كبير لمصر، لكنه في الحقيقة عكس ذلك، على حد قوله. وقال الدكتور أسامة العقيل، عضو المجلس الأعلى للطرق، إن الحكومة تولي اهتماماتها إلى مشروعات ضخمة ومكلفة تستهلك إمكانيات الدولة ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع. وأكد أن القطار الصيني سيلقى مصير "التوربيني" الذي كان يربط بين القاهرة والإسكندرية، ولم تستطع السكة الحديد تحمل قدرته، ما أدى إلى تهالكها، بالإضافة إلى أنه كلف الدولة أموالاً طائلة للإنفاق على عمراته. النقل: المشروع درس جيدًا.. ولا مجال لفشل القطار المكهرب من الناحية الأخرى أكد المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، أن النقاشات والمباحثات التي تمت بين مصر والصين في مجال الطاقة والنقل تطرقت إلى إمكانية تنفيذ مشروع القطار السريع "القطار المكهرب" في مصر، موضحًا أن هذا القطار ستكون نقطة بداية خط سيره من منطقة السلام "محطة المستشار عدلى منصور"، مرورًا بمنطقة العبور، بالإضافة إلى منطقة الشروق 1 والشروق 2 ومدينة الأمل، وصولاً إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ثم تكون رحلة العودة فى نفس خط السير. وأضاف ضاحي أنه سيكون هناك فرع آخر لمشروع القطار المكهرب، وسيكون اتجاهه إلى بلبيس، وآخر يبدأ من طريق السويس ومدينتى والرحاب. في الوقت الذي أكد فيه المهندس هاني عادل، بقطاع التطوير في الوزارة، أن القطار لا يمكن الحكم على نجاحه أو فشله في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن السيسي ووزير النقل درسا خطة القطار جيدًا قبل التوقيع على الاتفاقيات، وأوضح أن تكلفة هذا المشروع ستزيد على مليار دولار، وأن المسئولين الصينيين متحمسون بشكل كبير للعمل مع نظرائهم المصريين.