في الوقت الذي تتواصل فيه التظاهرات بالولايات المتحدةالأمريكية تنديداً بقرار هيئة المحلفين الخاص بعدم توجيه اتهام إلى شرطي قتل مواطناً أمريكياً من أصول أفريقية أثناء محاولة اعتقاله، وممارسات الشرطة العنيفة ضد المتظاهرين السلميين، والتي جعلت مدن نيويورك وواشنطن وأوكلاند تعج بالشرطة الأمريكية، شهدت نيويورك حادث مقتل شرطيين أكد المسئولين أنه ليس حادثا إرهابيا، وذلك في أول جريمة قتل رجال شرطة بالرصاص في نيويورك منذ 3 سنوات. قتل مسلح شرطيين أمريكيين في هجوم على سيارتهما بولاية نيويورك، وأعلن قائد شرطة نيويورك أن عنصري الشرطة اللذين قتلا في نيويورك تم اغتيالهما عبر إطلاق الرصاص عليهما من دون تحذير فيما كانا جالسين في سيارتهما الدورية ببروكلين بحي "بدفورد ستويفيزان" في الساعة 19:50 بتوقيت جرينيتش، فيما انتحر الجاني الذي يبلغ من العمر 28 عامًا بعد أن لاذ بالفرار إلى محطة مترو قريبة، وهناك أطلق النار على رأسه ليلفظ أنفاسه متأثرًا بإصابته. قال قائد شرطة نيويورك "بيل براتون" إن الجاني الذي لا صلة له بالإرهاب جاء من مدينة بالتيمور التي تبعد 300 كلم جنوبنيويورك، ولم يشأ المتحدث توضيح ظروف الحادث، فيما ندد مدعي الدولة في نيويورك "اريك شنايدرمان" بالحادث واصفا إياه بأنه "عمل عنيف شنيع". ذكرت صحيفة "دايلي نيوز" أن الجاني يدعى "إسماعيل برينسلي"، وهو ينتمي إلى عصابة في بالتيمور، وسبق أن تباهى عبر شبكات التواصل الاجتماعي بأنه يريد قتل عناصر في الشرطة. يشار إلى أن حالة من التوتر تسود نيويورك منذ أسابيع على خلفية الحوادث التي راح ضحيتَها مواطنونَ من أصول أفريقية على يد الشرطة وأدت إلى نشوب تظاهرات منددَة، حيث تبدو العملية انتقامية وتأتي في إطار الاحتجاجات ضد العنصرية التي تطال السود، فقد جاء هذا الحادث في أجواء متوترة نتجت من قضية "اريك جارنر"، الأسود الذي مات خنقا في يوليو الماضي، أثناء توقيفه في شكل عنيف من جانب الشرطة في نيويورك، وشهدت نيويورك العديد من تظاهرات الاحتجاج بعدما قررت هيئة محلفين عدم ملاحقة الشرطي المسئول عن مقتل "جارنر"، والذي جاء بعده مقتل العديد من المواطنين السود على يد الشرطة الأمريكية أيضاً، منهم "مايكل براون" و"داريين هانت" و"فونداريت مايرز" و"ترايفون مارتن"، وهو ما زاد الأجواء في الشارع الأمريكي اشتعالاً من قبل المتظاهرين وعنفاً من قبل الشرطة في التعامل مع المتظاهرين. من جهته أدان الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الحادث وقال "إن الضباط الذين يخدمون ويحمون مجتمعاتنا يخاطرون بسلامتهم كل يوم من أجل الحفاظ على أرواحنا وهم يستحقون احترامنا وامتناننا كل يوم". امتنع المسئولين والسلطات والشرطة الأمريكية عن إلصاق قضية مقتل المواطنين السود على يد الشرطة بحادث مقتل الشرطيين، ورفض القس "آل شاربتون" أي ربط بين القضيتين، وقال "استخدام لسم اريك جارنر أو مايكل براون ربطاً بأي عنف أو مقتل شرطي هو أمر مرفوض ويتناقض مع إحقاق العدالة في هاتين القضيتين"، وعلى النقيض فقد أعرب محققون أمريكيون عن اعتقادهم بأن الغضب إزاء مقتل رجلين سود في ميزوري ونيوريورك مؤخرًا وعدم توجيه اتهامات لرجال الشرطة في الواقعتين، هو الدافع وراء حادث مقتل اثنين من رجال شرطة نيوريورك، ورأوا أن "الحادث انتقامي".