في زيارة لم يعلن عنها من قبل، وصل أمس وزير الدفاع الأمريكي "تشاك هاجل" الذي كان متواجدا في الكويت الاثنين الماضي العاصمة العراقيةبغداد، لمناقشة العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ومحاولة منح الحصانة للجنود الأمريكيين في العراق، حيث بدأ "هيجل" كلمته بشكر القوات الأمريكية وشركائها في التحالف على ما أسماه ب"مساهمتهم في قتال تنظيم داعش"، وذلك بالتزامن مع تعهد دول التحالف الدولي لمكافحة "داعش" بإرسال 1500 جندي إضافي إلى العراق. تأتي زيارة "هاجل" في أعقاب أنباء عن منح الحكومة العراقية حصانة للقوات الأجنبية في العراق، وفق ما نسب للسفير الأمريكي ببغداد "جون ستيوارت"، وهو ما سارعت الحكومة العراقية بنفيه، حيث أكد مكتب رئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي" وجود مدربين أمريكيين فقط، مبينًا أن هؤلاء يمتلكون حصانة دبلوماسية على اعتبار أنهم جزء من طاقم سفارة الولاياتالمتحدة، نافياً التوصل لاتفاق مع الحكومة لمنح المدربين والمستشارين الأمريكيين الموجودين في مناطق مختارة من البلاد الحصانة القانونية من الملاحقة القضائية، ووصف تلك الأنباء ب"غير الدقيقة". الزيارة الخاطفة التقى خلالها "هاجل" ونظيره العراقي "خالد العبيد"، ورئيس الوزراء العراقي "حيدر العبادي"، كما استمع "هاجل" إلى تقرير من القادة الأمريكيين العسكريين في العراق، وتحدث "هاجل" لدى نزوله من الطائرة إلى مجموعة من الجنود الأمريكيين والاستراليين وشكرهم على الجهود التي يبذلونها، وأشار خلال حديثه إلى انه باستطاعة الولاياتالمتحدة وحلفائها مساعدة العراقيين في القتال ضد تنظيم "داعش" ولكن حكومة بغداد هي من سيتولى الحملة في النهاية، قائلا "إنها بلدهم وسيترتب عليهم تولي إدارتها"، ودعا القادة العراقيين إلى تشكيل حكومة جامعة قادرة على الفوز بثقة مختلف الطوائف الدينية والإثنية في البلاد. هبطت طائرة الوزير الأمريكي وسط حراسة أمنية مشددة في مطار العاصمة العراقية الدولي قادمة من الكويت، حيث يعتبر "هاجل" هو أول وزير دفاع أمريكي يزور العراق منذ أن أمر الرئيس "باراك أوباما" بانسحاب القوات الأمريكية من هناك عام 2011، فكان "ليون بانيتا" أخر وزير دفاع يدخل الأراضي العراقية في ديسمبر 2011 للمشاركة في مراسم انتهاء المهمة العسكرية الأمريكية في البلاد. يبدو أن زيارة "هاجل" المفاجأة إلى العراق تأتي كأخر جولة خارجية له كوزير للدفاع، بعد تقديم استقالته من منصبه في 24 نوفمبر الماضي، بعد أن ظل نحو عامين على رأس وزارة الدفاع، وقبولها من ناحية الرئيس "باراك أوباما"، إذ رشح "أوباما" رسميا "أشتون كارتر" لمنصب وزير دفاع الولاياتالمتحدة خلفًا ل"هيجل"، مع بقاء الأخير بالمنصب لحين مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على خلفه.