منقوش فى الحجر: خذ سيف الشبش لكى تنتصر على جميع بلاد الغرباء القائد مرنبتاح : دمرنا إسرائيل ولا بذور لها.. القائد الشيخ.. الذى قاده القدر أن يتولى زمام الأمور فى مصر بعد وفاة أبيه رمسيس الثانى، كان عمره فوق الستين، حيث يروى المؤرخون أن جميع أخوته توفوا فى حياة والدهم الذى عمَّر طويلا وحكم البلاد 60 عاما متصلة، وبلغت مصر فى عهده مبلغا عظيم الشأن وتحولت لقوة عظمى عالمية وإمبراطورية كبرى تسيطر على الشرق والجنوب، ويدور فى فلكها شعوب البحر المتوسط ويقدم لها عرب الجزيرة فروض الطاعة.. عصر مرنبتاح زامن على ما يبدو حرب طروادة الشهيرة بين اليونانيين وطروادة، والتى انتهت بتدمير مدينة طروادة عن بكرة أبيها، وعلى ما يبدو أن المصرييين كانوا يطلقون على اليونايين والطرواديين على حد سواء شعوب البحر.. يذكر أن انهيار طروادة أدى لنزوح العديد من سكانها نحو الشواطئ الجنوبية هربا من اليونايين وبدأوا حملات سطو منظمة على المدن الساحلية، وبعضهم حاول التسلل للأراضى المصرية للاستيطان بها.. فى نفس الوقت كانت سيطرة مصر على سوريا وكنعان فى أواخر عهد رمسيس الثانى قد اهتزت حيث بدأت شعوب البحر السيطرة على فلسطين وقتها. فى السنة الخامسة من حكمه كانت المحاولة الأكبر من شعوب البحر لغزو شمال شرق الدلتا المصرية واستطاع القائد العجوز أن يصد الحملة وينتصر واكتشف أن الليبيين يساعدون شعوب البحر، فانطلق كما تسجل لوحته الشهيرة فى اليوم الثالث من الشهر الثالث فى فصل الصيف، أى ما يوافق 8 إبريل نحو ليبيا وسجل انتصارا كبيرا وقويا ضد الليبيين، وأمن حدود مصر الغربية. تروى اللوحة فى فقرتها الأولى كيف كان رعب الليبيين من الجيش المصرى، وكيف فر رئيسهم «الحقير» كما وصفته الوثيقة أما فى الفقرة الثالثة فى اللوحة، بدت كأنها لوحة تحذير لكل من يعتدى على مصر، وكيف ستكون نهاية كل من ينوى السوء لمصر وأهلها المحمية من الإله وبحاكمها. كان ذكر قبيلة "إسرائيل" هو المميز للوحة مرنبتاح، حيث أنه يعد الذكر الوحيد لهذه القبيلة فى العصور القديمة من الدولة المصرية، ويرجح بعض المؤرخين أن قبيلة إسرائيل المذكروة فى اللوح ليست مملكة إسرائيل التى أسسها النبى داود، وإنما كان الحديث عن قبيلة وليس دولة.. حيث قرر مرنبتاح تأمين حدود مصر الشرقية، فاتجه شرقا نحو فلسطين التى منذ طرد الهكسوس بات تأمينها أمنا قوميا مصريا يحرص كل ملوك مصر على تأمينه وكتب فى لوحته المحفوظة حتى اليوم ما يوضح ماذا حدث فى الشام وفلسطين . "الأمراء جاثون يقولون «شالوم» يعنى السلام! بينما لا أحد من من الأقواس التسعة يرفع رأسه! أرض تحنو قد قهرت، وأرض كاتى فى سلام، نهبت أرض كنعان بكل سوء، وأرض عسقلان قد هزمت، وأرض جازر قد حوصرت، وجعلت أرض يانوعام كأن لم تكن موجودة، القوم الأجانب «إسرائيل» قد أبيدو لم يعد هناك بذر لهم، وأصبحت أرض سوريا أرملة لمصر، كل الهوام والمتجولين قد أخضعوا، بواسطة ملك مصر العليا والدنيا المعطى الحياة كل يوم مثل رع"