«أنا الأرض/ والأرض أنت/ خديجةُ! لا تغلقي الباب/ لا تدخلي في الغياب/ سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل/سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل/ سنطردهم من هواء الجليل»، أبيات نثرها شاعر المقاومة الفلسطينية «محمود درويش» والانتفاضة على الأبواب مؤكدًا أن الأرض فلسطينية ولن تكون سوى فلسطينية مهما طال الزمن. في الذكرى ال27 على الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو «انتفاضة الحجارة» كما يعرفها كثيرًا منا، نستعيد معًا أبرز ما كتبه شعراء المقاومة الفلسطينية عن الانتفاضة وكيف أثرت في جدانهم وأعمالهم الإبداعية. سميح القاسم وقصيدة الانتفاضة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم بدأ نضوجه الشعري مع الانتفاضة- حسب قوله- حتى أنه ذكر ذلك في أحد حوارته الصحفية فقال: أول عمل شعري متكامل كتبته كان في قلب الانتفاضة، وبدأت إيقاعاته على إيقاع قنابل الغاز والرصاص المطاطي والشظايا التي كانت تتطاير من حولي في القدس، إيقاعاتها بدأت هناك، أخذت إيقاع الشارع وإيقاع المظاهرة ورائحة الغاز المسيل للدموع التي دخلت رئتي، كأنما كل هذه الأمور كتبت نفسها في هذه القصيدة، رغم البساطة الظاهرية والمباشرة الفنية الموجودة فيها دون شك. من أشهر قصائد «القاسم» قصيدة «الانتفاضة» ويقول في مطلعها «تقدموا/ تقدموا/ كل سماء فوقكم جهنم/ وكل ارض تحتكم جهنم /تقدموا /يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم/ وتسقط الام على ابنائها القتلى/ ولا تستسلم/ تقدموا/ تقدموا/ بناقلات جندكم/ وراجمات حقدكم/ وهددوا/ وشردوا/ ويتموا/ وهدموا لن تكسروا اعماقنا/ لن تهزموا اشواقنا/ نحن القضاء المبرم/ تقدموا». محمود درويش.. على هذه الأرض ما يستحق الحياة لم يكتب «درويش» عن الانتفاضة بشكل مباشر بعد حدوثها، إذ جاءت كتاباته جميعها محرضها عليها فقط، ففي سنة 86،كتب قصيدته الشهيرة «على هذه الأرض»، التي ايقظت الحلم الفلسطيني من جديد، وبدأ الصغار يدركوا حقهم في أن يحيوا حياة أدامية كسائر البشر في العالم، فيقول «درويش» في قصيدته« على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ/ على هذه الأرض سيدةُ الأرض/ أم البدايات أم النهايات/ كانت تسمى فلسطين/ صارتْ تسمى فلسطين/ سيدتي: أستحق لأنك سيدتي/ أستحق الحياة». من أجمل ما كتب أيضًا «درويش» صارخًا في وجه العدو، معتزًا بعروبته قصيدة الرائعة «أنا عربي»:سجل أنا عربي/ ورقم بطاقتي خمسون ألف/ وأطفالي ثمانية/ وتاسعهم سيأتي بعد صيف/ فهل تغضب/ سجل أنا عربي/ واعمل مع رفاق الكدح في محجر/ وأطفالي ثمانية/ اسلّ لهم رغيف الخبز والأثواب والدفتر/ من الصخر/ ولا أتوسل الصدقات من بابك/ ولا اصغر أمام بلاط أعتابك/ فهل تغضب. توفيق ذياد.. أشد على أيديكم «ذياد» واحد من أعظم شعراء المقاومة الفلسطينية، إذ كان هو ودرويش والقاسم، ثالثوث المقاومة الفلسطينية، ومن أشهر قصائدة المحرضة على المقاومة والانتفاضة «أشد على أياديكم» وقد نشرها في حيفا سنة 66، ويقول فيها: أناديكم/ أشد على أياديكم/ أبوس الأرض تحت نعالكم/ وأقول: أفديكم/ وأهديكم ضيا عيني/ ودفء القلب أعطيكم/ فمأساتي التي أحيا/ نصيبي من مآسيكم/ أناديكم أشد على أياديكم/ أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي/ وقفت بوجه ظلامي يتيما، عاريا، حافي/ حملت دمي على كفي/ وما نكست أعلامي/ وصنت العشب الأخضر فوق قبور أسلافي/ أناديكم/ أشد على أياديكم.