أفتت بالخروج على الحاكم في ثورة يناير.. وحرمته في عهد مرسي وصفت زائري الكنائس ب«الآثمين».. وحرمت الصلاة على عمر سليمان «انتفاضة الشباب المسلم» هكذا أطلقت عليها صاحبة الدعوة للخروج في تظاهرات 28 من الشهر الجاري لإسقاط النظام الحالي، «الجبهة السلفية» صاحبة الدعوة تبلغ من العمر في الساحة السياسية 46 شهرا، ظهرت بعد اندلاع ثورة 25 يناير بأيام. ظهرت الجبهة لأول مرة على الساحة عبر بيانها الأول بعنوان "كلمة حق" في يوم 27 يناير 2011 والتي أقرت في البند الخامس منه بأن مجرد سقوط بعض الضحايا في المظاهرات لا يعني بالضرورة غلبة المفسدة، ولم يكن لها أي تواجد فردي أو جماعي قبل ذلك التاريخ، ولم توجد أي مشاركة فعلية من جانب الجبهة السلفية بأعداد كبيرة بشكل ملحوظ في الثورة سوى بعض الصور لعشرات يحملون اسمها على لافتة. وفي 29 يوليو، جاء البيان الثالث رافضاً كل المحاولات لزعزعة الاستقرار أو خلخلة المنظومة العسكرية المصرية بدعوى الفصل بين المجلس العسكري والقوات المسلحة، إلا أنه سرعات ما تغيرت الأمور بعد إصدار المجلس العسكري الإعلان المكمل للدستور، ودعت الجبهة إلى مليونية لإلغائه في 20 يونيو 2011. رفضت «الجبهة السلفية» المشاركة في دعوات الثورة الثانية ووصفتها بالانقلاب على مكتسبات ثورة 25 يناير، كما أعلنت المشاركة في جمعة تطهير القضاء في أبريل 2013، ومليونيات "29 يوليو، و22 نوفمبر، و16 سبتمبر، و27 سبتمبر" وغيرها من الفعاليات التي دعت إليها جماعة الإخوان وبعض القوى السياسية. وتنحصر المرجعية الدينية للجبهة السلفية إلى أربع شخصيات هم رفاعي سرور، والشيخ حازم أبو إسماعيل، والشيخ محمد عبد المقصود، والشيخ هشام عقدة، الذين أقروا بأن الخروج على الحاكم ليس حرام وجائز شرعًا في 25 يناير ضد مبارك، وعندما دعت بعض القوى السياسية للخروج في 30 يونيو ضد الدكتور محمد مرسي، سرعان ما تبدل موقف الجبهة، وحرموا الخروج على "مرسي". وعن علاقة الجبهة بالفكر القطبي، أكدت "السلفية" عبر موقعها الرسمي أنها جزءا من التيار القطبي، ووصف مؤسس الجبهة الدكتور خالد سعيد، بأنه عنوان الحق في زمن الباطل وأيقونة الحرية في زمن العبيد. ومن ضمن فتاواها المثيرة للجدل، ما جاء على لسان خالد المصري، عضو المكتب السياسي، الذي أفتى بعدم جواز تهنئة الأقباط بأعيادهم الدينية، بل لم يكتف بذلك، لكن وصف كل مسلم يذهب إلى الكنيسة ب"الآثم"، كما أفتى المتحدث الرسمي باسم الجبهة عن وفاة عمر سليمان، بعد جواز حضور جنازته أو حتى الصلاة عليه. وعلى مستوى الجهاد، رأت الجبهة السلفية أن جمهور التيار الجهادي منذ نشأته كان سلفيا، لكنه اختار أن ينحاز إلى التغيير المسلح ضد الحكومات العلمانية المعادية للشريعة، حسب وصف الجبهة، كما أشادت بالدور التاريخي للتيار الجهادي ونشر العقيدة السلفية، في مواجهة الفكر التكفيري المنحرف، وضربت مثلًا بما حدث على يديها في أفغانستان والبوسنة. لم تحظ الجبهة بأي تواجد سياسي رسمي، حيث إن تجربتها لإنشاء حزب الشعب، توقف عن نقطة تدشينه في شهر أكتوبر عام 2012، وكان تحت التأسيس. أما عن مسألة التمويل وكيف تصرف الجبهة على نفسها، يقول وليد البرش، مؤسس جبهة الإصلاح للجماعة الإسلامية، أن الجبهة السلفية صنيعة الإخوان وبالتحديد خيرت الشاطر. وأوضح أن "الشاطر" كان يرغب فى وجود كيان آخر يوازي ويضاهي الدعوة السلفية التي لم يكن له عليها كلمة أو رأى، وذلك عن طريق إنشاء ذلك التيار لمجابهة الدعوة على غرار ما فعله مع الجماعة الإسلامية لتكون بمثابة الجناح المسلح لجماعة الإخوان.