تعرض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إليِ هجوم حاد من الدول الغربية في قمة العشرين التي استضافتها استراليا؛ بسبب موقف روسيا من الأزمة الأوكرانية. وكانت الانتقادات التي وجهها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، شديدة اللهجة، حيث قال "أوباما" إن روسيا ستبقي معزولة عن المجتمع الدولي إذا ما واصلت انتهاك القانون الدولي والاتفاقيات التي تهدف إلي إنهاء الصراع في أوكرانيا والعقوبات تحقق نتائج جيدة. من جانبه، طالب رئيس الحكومة البريطانية بعزل روسيا إذا لم تحل الأزمة، الأمر الذي أدي إلي مغادرة الرئيس الروسي قمة مجموعة العشرين التي سادها التوتر بسبب الأزمة الأوكرانية، قبل نشر البيان الختامي للمجموعة؛ معللاً ذلك بحاجته إلي النوم وطول مدة الرحلة. تهاجم الدول الغربية وعلي رأسها أمريكا، روسيا من خلال حملة إعلامية هجومية شرسة بعد نجاح "بوتين" بالتدخل في الأزمة الأوكرانية بطريقة تعادي مصالح الولاياتالمتحدة وتقلل من نفوذها الإقليمية في السيطرة علي المجتمع الدولي، لكن روسيا كان لها هدف من ذلك وهو عدم زعزعة استقرار المنطقة المحيطة. كانت القوات الروسية قد استولت على معظم شبه جزيرة القرم في منطقة جنوب شرق أوكرانيا، وسط تصاعد التوترات في المنطقة، حيث رأت روسيا ضرورة التدخل في جزيرة القرم من أجل حماية مصالحها، وقد صرّح بوتين بأن التدخل العسكري جاء لحماية الرعاية الروس الذين يشكلون الأغلبية في تلك المنطقة. وحول الأمر، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الخلاف بين دول الغرب وعلي رأسها أمريكا وبين دول الشرق وعلي رأسها روسيا، أصبح علنيا وواضحا رأيناها في الانتقادات التي وجهت إلي "بوتين" في قمة العشرين بسبب أزمة أوكرانيا. وأضاف "اللاوندي" أن هناك حرب باردة قائمة بين روسياوأمريكا، مشيراً إلي أن "بوتين" حظر من استمرار فرض العقوبات علي روسيا، ومغادرته من القمة قبل البيان الختامي، يعد نوعا من أنواع الاعتراض علي ما حدث من انتقادات. وتابع: «لن يكون هناك حرب رابعة كما يقول البعض بين أمريكاوروسيا؛ لأن السياسية المتبعة الآن هي سياسة العصا والجزرة، فأمريكا تسعي للضغط علي روسيا عن طريق فرض العقوبات». وفى نفس السياق، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن روسيا صاعدة كوريثة للاتحاد السوفيتي منذ 2007، حيث ألغت الاتفاقيات مع أمريكا، وكذلك دخلت في صراع ضد واشنطن في المنطقة العربية بعدة مناورات. وأوضح "غباشي" أن روسيا طرف مزعج لأمريكا داخل سوريا وعنصر مهم في المساعدات التي تقوم بها، مضيفا أنها سعت إلي التعاقد مع إيران لبناء مفاعلات نووية، وأن ما حدث في قمة العشرين، مناوشات حرب وزيادة توتر في العلاقات بين أمريكاوروسيا. وأشار إلي أن أمريكا ودول الغرب لم يستطيعوا عزل روسيا دولياً كما يقولون؛ لأن الأضرار التي وقعت علي الولاياتالمتحدة، أكثر بكثير من الأضرار التي لحقت بروسيا منذ بداية الأزمة الأوكرانية.