حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي في رسالة بعثها إلى قادة الدول العربية من مخطط سايكس بيكو 2 والذي أكد من خلاله أن المخطط أصبح متواجدا فعليا على أرض الوقع ويتم تنفيذ بنوده. وقال الرئيس في رسالته "قلت سابقا إن وضع أيدينا معا، وتسخير قدراتنا وإمكاناتنا الهائلة لهذا الغرض كفيل بأن يعطل أي مشاريع تتم على حسابنا وضد مصالح أوطاننا وشعوبنا ولحسن الحظ فإن الشعوب العربية وفي مقدمتها شعب مصر متنبهون لما يحاك ضدهم ويراد بأوطانهم ولن يدخروا أي جهد أو عطاء أو تضحية من أجل صيانتها" . «البديل» استطلعت آراء عدد من السياسيين حول أساليب مواجهة العرب لمخطط سايكس بيكو والذي يسعى إلى تفتيت وتقسيم الدول العربية: يقول الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الخطر في إعادة تقسيم الوطن العربي تتعرض له بعض الدول العربية وهو أكثر في بلاد مثل العراق وسوريا واليمن وفي درجة أقل في ليبيا والسبب في ذلك هو عجز الدولة في هذه الأقطار في أن تقوم بدورها الأساسي في تحقيق الأمن واكتساب ولاء المواطنين. وأكد أنه كي نتجنب إعادة تقسيم الوطن العربي؛ فإن الأمر يقتضي في أن تسعى الجماعات الحاكمة في كسب ولاء المواطنين وذلك بالتصدي للقضايا التي تسبب مواقف أقرب إلى الحرب الأهلية في هذه البلدان. وأشار إلى أنه من أهم أساليب المواجهة للتقسيم هو قبول المشاركة السياسية من جانب كل المواطنين دون تمييز وأن تكون الحكومات في هذه البلدان تحظى بتوافق عام بين المواطنين، ويكون على الدول العربية الأخرى أن تعطي لهذه الحكومات المساعدات المالية وتمكنها من تقوية قدرات أجهزتها الأمنية على أن تقوم بدورها في حماية الأمن وأن تمتنع الدولة المساعدة بالتدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول لحساب دولة في مواجهة أخرى. وأضاف الدكتور حسن وجيه أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الأزهر، أن مخطط سايكس بيكو 2 أو فكرة تقسيم المنطقة العربية لم تكن مستحدثة ونبهنا إليها كثيرا لأنها موجودة ومكتوبة بل وأصبحت متواجدة على أرض الواقع . ورجح أن تكون أهم جزئية في مقاومة سايكس بيكو، هو تماسك المجتمعات العربية، بإعلام جديد وتعليم جديد يؤكدان على درجة هذا التماسك. وشدد على ضرورة إقامة نظام عربي مترابط ومتماسك يعلن عن تماسكه وتوحده في جبهة جديدة تقاوم أي محاولات تقسيم أو تفتيت للوطن العربي. وأكد على ضرورة الاهتمام بالخطاب الديني لأنه بمثابة فيروس كبير استغل في تيار الإسلام السياسي أسوأ استغلال وأسوأ أسلوب استغلته القوى الخارجية للإساءة للدين والسياسة. من جانبه أكد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، على ضرورة أن يكون هناك نوع من التعاون المتبادل بين الدول العربية على مستويات مختلفة بمعنى أن يكون هناك تعاون معلوماتي واستخباراتي وتنسيق في الجهود الأمنية، وتعاون في السياسة الخارجية. وأشار إلى ضرورة أن يكون هناك وعى وتنبؤ لما يحدث في المنطقة وفي العالم بحيث يكون للعرب على المستوى الدولي موقف موحد لأن ذلك يعطي العرب قدرة أكبر على مواجهة مخططات الخطر. وأضاف"يجب أن يكون هناك تبادل خبرات على المستوى الأمني والعسكري وتنسيق بين وزارات الداخلية والخارجية وتنظيم اجتماعات دولية بين زعماء الدول العربية وهي "دبلوماسية القمة" والذي يسهل من خلالها تبادل المعلومات واتخاذ ما يلزم من إجراءات قد تحتاج إلى سرعة في اتخاذها".