بعد وقوع الحادث الإرهابي الأليم بالعريش، وأثناء رفع الحطام من موقع التفجير، عثرت قوات الأمن على جندى لا يزال على قيد الحياة مختبئًا بالقرب من موقع التفجير، وتبين أنه كان بالقرب من الموقع أثناء الحادث ولم يصب، ونجا من الحادث، وتم نقله إلى مقر أمنى لتهيئته بعد إصابته بصدمة عصبية جراء مشاهدته للحادث. وتعليقًا على هذا الحدث واطمئنانًا على صحة الجندي، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالقوات المسلحة ل "البديل": أولا يجب أن نطمئن إذا كان هروبه تحت تأثير نفسي أم مجرد سماعه طلقات رصاص"، مستشهدًا بمثل ياباني "نقول هرب لعنه الله خير من أن يقولوا مات رحمه الله"، فهل هو تخلى عن موقعه بمجرد سماعه طلقات الرصاص أم هو دخل في صدمة عصبية فعليًّا؟ وأوضح أنه بالافتراض الأول يوضع تحت المناظرة الطبية داخل المستشفى بمتشفى المعادي العسكري لمدة 45 يومًا، لكن في الواقع يوضع حوالي 10 أيام لمراقبة تصرفاته ولحظات التمريض يتحدث مع الناس أم لا يتحدث، ينام لا ينام يأكل لا يأكل وعلاقاته بالآخرين. وتابع "إذا تم تشخيص الحالة على أنها اضطراب نفسي نتيجة الصدمة العصبية، نبحث عما إذا كان تعرض لصدمات سابقة أم لا، وإن كان ذلك حدث، فإنه يدخل في عصاب ما بعد الصدمة (االشخص يتعرض لصدمة خفيفة، ثم تأتي صدمة أخرى بعدها)، فيدخل في اضطراب يسمى اضطراب ما بعد الصدمة". وواصل "وهنا يبدأ المريض تطارده كوابيس أثناء النوم وعرق مستمر ولعثمة مستمر ورعشة وخنقة تنفس وزيادة في ضربات القلب واضطرابات المعدة واختلال في الأيادي ورعشة". وأشار إلى أن "هذه الأعراض ستظهر على المريض، وللأسف ستكون مشكلة كبيرة، ويحتاج المريض لعلاج نفسي لفترة طويلة، ومع هذا الافتراض سيأخذ الجندي عدم لياقة من الخدمة الطبية، ويأخذ شهادة بأنه غير لائق للخدمة العسكرية ويعفى من الخدمة". وأردف أنه إذا تعرض هذا الجندي لاضطراب ذهاني ويطلق عليها نوبة ذهانية حادة نتيجة صدمة نفسية، وهي حالة نفسية شديدة مؤقتة، ويعود منها سليم بنسبة 100%، فإنه يعود لخدمته بشكل طبيعي.