عويل وصراخ وحالات إغماء تخللتها كلمات وصيحات تعالت لتهز الأرجاء من حولها، بعضها باعثة على الأسى، وبعضها ملطخة وجه الحكومة فجرها ذوو "شنودة أنور إسحق" أحد ضحايا الهجوم الإرهابي على نقطة "الشيخ زويد" بشمال سيناء، لم تكف ردود الفعل تلك منذ استلام رفاته وقت وصولها لمطار المنيا وحتى تشييعها لمثواها الأخير بمقابر العائلة في قرية "سوادة". التربة احتضنت "شنودة" ابن مدينة المنيا عمر 21 سنة، وكان من المنتظر أن يكون في أحضان الزوجية خلال أشهر قليلة، بعد أن انتهى من إعداد عش الزوجية داخل منزله الصغير الذي يتوسط حارة ضيقة تقع بمنطقة "عزبة شاهين" بدائرة قسم المنيا، وينتمى "شنودة" لأسرة فقيرة حيث يعمل والده موظفًا بهيئة السكك الحديدية والاتجار بالدجاج الأبيض لسد احتياجات الأسرة المكونة من 4 أفراد بينها شقيقه الأصغر يدعى "رامي" ويعمل حداد بإحدى ورش الحدادة. وجاءت تصريحات أهالي "شنودة" معبرة عن مدى الغضب والأسى الذي انتباهم، قال خاله "أرثنيوس ناجي إسحق": "بقينا فرجة العالم.. ادِّيناكم تفويض لقتل الإرهاب وليس لقتل أبنائنا، وما توعدوناش بشهدا تاني.. اوعدونا إنكم تاخدوا حقهم.. مش كل يوم هننتظر شهداء.. كل بيت بقى فيه عزاء.. قولوا لنا نجهز كام كفن؟"، وقال والده "شهيد وهيتنسي.. لسه مجهزين له شقته عشان يتجوز فيها". خرجت جنازة "شنودة" من كنيسة "ماري مينا العجايبي" ببندر المنيا بعد مراسم الصلاة وتأبين الجثمان، بحضور الأنبا مكاريوس مطران المنيا الذي أكد خلال كلمته أن دماء الشهداء ليست غالية فقط على ذويهم، بل على الوطن بأسره، كما نقل تعازي الرئيس ومحافظ المنيا، فيما قال القمص "ديماتروس السيد خليل": "إن ما حدث لا تعرفه سوى شريعة الغابة، ولكن في شريعة المجتمع الإنساني أن من قتل نفسًا فقد قتل الخلق جميعًا". وكان قد استقبل مطار المنيا رفات 5 من ضحايا حادث سيناء في الثالثة والنصف مساء أمس السبت، واستلم ذووهم الجثث لتشييعها لمثواها الأخير، وفي انتظار جثمان الضحية السادسة والمقرر لها أن تصل ظهر اليوم الأحد. هذا وأعلنت المحافظة تنكيس الأعلام لمدة 3 أيام.