ذكرت صحيفة "ذا انيدان اكسبرس" الهندية قرار نيو دلهي الذي تم إعلانه خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حول المشاركة في تطوير ميناء شاباهار في جنوب شرق إيران، وأن القرار قد جاء في وقته تماما. وتوضح أنه قد تم بحث هذه الفكرة لأول مرة منذ عقد من الزمان، خلال زيارة الرئيس الإيراني "محمد خاتمي"، ليكون الضيف الرئيسي في احتفالات يوم جمهورية الهند. وتضيف أن حقيقة اتخاذ هذا المشروع الهام كل هذا الوقت للتحرك يؤكد أن حكومة التحالف التقدمي فشلت في إنجاز أي عمل يتعلق بالمشاريع الحيوية التي تتلق بالأمن القومي في الهند، فإذا كانت وزارة المالية قد رفضت تمويل المشاريع الإستراتيجية داخل وخارج الحدود خلال حكم حكومة التحالف، ف"ناريندا مودي" الرئيس الهندي الجديد حريص على حل النزاعات الوزارية، لذا مع وجود "أرون جيتلي" مسئولا عن وزارة الدفاع والمالية معا، أصبح من السهل كثيرا إقناع بيروقراطيين وزارة المالية. وبين أن كلا من دلهي وطهران يعرفان مدى أهمية ميناء شاباهار كوسيلة لتحسين النفوذ السياسي حيال باكستان ومواصلة الاهتمام المشترك في توفير طرق بديلة لأفغانستان وآسيا الوسطى نحو المحيط الهندي. وتظهر أن اقتراح الميناء قد جاء في سياق خطط باكستان لتطوير ميناء جرين فيلد في جوادر على ساحل مكران بباكستان، بمساعدة مالية من الصين في مطلع العقد الماضي، لكن طهران رأت المشروع كمقوض لموقف إيران كبوابة إلى آسيا الوسطى لذا قررت بتطوير شاباهار، والذي يقع ليس ببعيد عن غرب جوادر، وبينما دلهي غاضبة من باكستان لرفضها توفير الوصول السهل برا لأفغانستان، رأت شاباهار كبديل فعلي للوصول لأفغانستان ، وقد رحبت كابول بالميناء كوسيلة لتخفيف اعتمادها الاستراتيجي على اسلامباد. وقد رحبت أمريكا كثيرا بهذا المشروع الذي سيعمل على تحسين الروابط الدولية بأفغانستان، وتختتم با، على دلهي وطهران الجلوس مع الحكومة الأفغانية الجديدة في كابول للتفاوض بشأن الاتفاقات التجارية الثلاثية التي من شأنها ضمان تحقيق مبكر لجميع المزايا الإستراتيجية والاقتصادية التي يوعد بها مشروع شاباهار.