حالة من الحزن و الأسى، خيمت على أهالى 3 قرى بمحافظة الفيوم, وهى شكشوك وسليمان والياس، بعد حادث إدفو بأسوان، ومصرع إصابة 31 من أبناء المحافظة. أشقاء وأقارب وجيران الضحايا انتهوا من حفر القبور, وافترشوا الطرقات والشوارع الرئيسية المؤدية لمدخل تلك القرى، منتظرين جثث ضحاياهم، لتبقى الفيوم المحافظة «أم الفواجع». العويل والصراخ تجسده بيضة ميزار، التى فقدت اثنين من أبنائها وأخذت «تلطم» خديها، وتصرخ بأعلى صوت: «مين هيرجع لى ابنى؟»، بينما جارتها سمحين محمد كليب، أخذت تنوح بعدما فقدت ابنها شافعى فى الحادث، فى حين يرقد شقيقه محمود فى العناية المركزة فى مستشفى الأقصر. المأساة تجسدت بحق فى أسرة مختار فرج عبد الجليل، الذى كان ينتظر زوجته أحلام مطاوع وأبناءه الأربعة إسلام ورغدة ومحمد وإبراهيم، الذين فضلوا قضاء العيد فى قريتهم الياس، وكان ينتظرهم حيث يعمل فى أسوان إلا أنه تسلم جثث أولاده الأربعة وزوجته. لا صوت يعلو فوق صوت صراخ النسوة، فبعد ورود معلومات هاتفية غير مؤكد من صحتها من بعض الأقارب بمحافظة أسوان تفيد بمصرع شخص ونجاة شقيقه على سبيل المثال, سرعان ما يتعالى الصراخ بعد ورود مكالمة أخرى عكس الأولى تفيد بوفاة الاثنين. القرى الثلاث اتشحت بالسواد و تحولت إلى سرادق عزاء كبير, وقام عدد من الأهالى بتلاوة القرآن الكريم، للتخفيف عن أسر ضحايا الحادث, و البعض الآخر استخدم إذاعة القرآن الكريم. مآسي وروايات تنناقلها ألسنة الأهالى بالقرى الثلاث, تدمى القلوب وتجبر المتحجر منها على البكاء، فأحلام الأم فقدت أولادها الأربعة فى الحادث, ومحمد عبد الفضيل الذى لقى مصرعه فى الحادث هو وابنيه محمود وأحمد، ترك 7 بنات وزوجته, ومات طلعت هو وابنه محمود وأصيب شقيه إسلام. يقول على عبد السلام، صياد من أهالى قرية شكشوك, إن أحلام عطية مطاوع وأولادها الأربعة «إسلام، رغدة، محمد، إبراهيم» كانوا ضمن ضحايا الحادث المنكوب وهم فى طريقهم لزيارة والدهم بأسوان، بسبب عدم حضوره فى إجازة العيد, لكن الموت كان الأسرع ولم يمكنهم من اللقاء. وأضاف، أن المأساة تجلت فى مصرع محمد عبد الفضيل, الذى ترك خلفه 7 من البنات وشقيقين, وطلعت توفى فى الحادث وهو يحتضن ابنه محمود، بينما نقل شقيقه إسلام لتلقى العلاج بمستشفى إدفو المركزى, وتوفى خليل سلومة محمد عبد العزيز وشقيقه محمد فى الحادث، تاركين الحسرة الأسى لوالدهم. المأساة الأكبر تبقى فى انهيار الثروة السمكية فى بحيرة قارون، وهى التى اضطرت الصيادين إلى هجر البحيرة، والتوجه إلى أسوان للعمل فى بحيرة ناصر، ورحيل بعضهم إلى السودان.