* قائمة علاوي تعلق مشاركتها في البرلمان احتجاجا على “التهميش” وتحذر من غياب الشراكة الوطنية * التيار الصدري يعقد اجتماعا طارئا استعدادا للوساطة بين الحكومة والقائمة العراقية بغداد- وكالات: علقت القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي السبت مشاركتها في جلسات البرلمان اعتراضا على “التهميش”، لتفتح الباب بذلك أمام إحدى أكبر الأزمات السياسية في العراق عشية اكتمال انسحاب القوات الأمريكية. وجاء في بيان صادر عن “العراقية” أنه “انطلاقا من مسئولياتنا الأخلاقية والدستورية والسياسية (...) تعلن العراقية تعليق مشاركتها في جلسات مجلس النواب اعتبارا من يوم السبت وإلى إشعار آخر”. وأوضح البيان أن “العراقية (82 نائبا من 325) حذرت من مخاطر غياب مفردات الشراكة الوطنية داخل العملية السياسية وضرورة بناء حكومة وطنية قادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها العراق استنادا إلى اتفاقات الشراكة”. وشدد البيان على أن القائمة “عبرت مرارا عن رفضها لسياسات الإقصاء والتهميش والتفرد بالسلطة (...) وعدم الالتزام بالدستور وخرق القوانين والتعامل بمنهجية القمع وإرهاب الناس خاصة في إدارة الملف الأمني”. ودعت قائمة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي والسياسي الأبرز المنافس لرئيس الحكومة نوري المالكي “إلى عقد طاولة حوار فورا لإيجاد حلول ناجحة وحقيقية تعزز المسار الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات المدنية”. وأوضح مصدر برلماني أن قرار قائمة العراقية أعقب “اجتماعا عقد الجمعة، وجاء اعتراضا على حكومة (نوري) المالكي”. وانتقد رئيس “التحالف الوطني” إبراهيم الجعفري قرار “العراقية”، وقال في كلمة امام البرلمان “لماذا ننحر الأهداف الرائعة.. العراق صفى ملفات القوات الأجنبية ولم ينه العقد الواحد، إنه إنجاز رائع العالم يفخر به”. ودعا النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان إلى إيجاد “مبادرة قوية لحلحلة المشاكل بين الأطراف السياسية (...) يجب أن تكون هناك مبادرة بعد الانسحاب لأن عليهم (القادة السياسيون) مسئولية”. وتابع “إما أن نكون شركاء ونبحث عن حلول أو لا، لا يمكن أن نتلاعب بمشاعر الناس”. كما انتقد قول نائب رئيس الحكومة صالح المطلك في مقابلة صحفية إن “المالكي ديكتاتور ظالم، وأسوأ من صدام حسين”. من جهته سارع رئيس كتلة الأحرار (التيار الصدري) في مجلس النواب بهاء الأعرجي إلى الإعلان عن أن الكتلة الشيعية “ستعقد اجتماعا طارئا اليوم للعب دور الوساطة لإرجاع القائمة العراقية عن قرارها”. وأشار في بيان إلى أن “اتخاذ هذا القرار (تعليق المشاركة) بعد يوم من انسحاب القوات المحتلة، يشعل نار التفرقة ويجب أن يكون لنا دور في إخمادها”. وكان متحدث باسم زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر اعلن قبل اسبوع عن دعوة وجهها الصدر إلى جميع الأطراف العراقية لتوقيع “ميثاق شرف وطني” لبناء عراق جديد بعد خروج القوات الأمريكية. وتأتي الأزمة السياسية المستجدة هذه في وقت تعمل القوات الأمريكية على الانسحاب من البلاد التي اجتاحتها عام 2003، وهي عملية من المفترض أن تتم بحلول نهاية العام الحالي. وكان العراق تسلم أمس الجمعة آخر القواعد العسكرية التي شغلها الأمريكيون منذ الاجتياح. وتضاف أزمة تعليق القائمة العراقية لعضويتها في البرلمان، إلى أزمة سياسية أخرى تتمثل في مطالبة محافظات بالتحول إلى أقاليم مستقلة، وهو ما يثير انقسامات بين المسئولين العراقيين. وواصل مئات العراقيين السبت التظاهر في ديالى شمال شرق بغداد، لليوم الخامس على التوالي تعبيرا عن رفضهم لقرار أعضاء في مجلس المحافظة المطالبة بالتحول إلى إقليم مستقل. وكان أعضاء في مجلس محافظة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة أعلنوا الإثنين الماضي أنهم جمعوا تواقيع 15 من بين 29 من أعضاء المجلس للمطالبة بتشكيل اقليم. ودفعت التظاهرات الغاضبة محافظ ديالى عبد الناصر المهداوي وعددا كبيرا من أعضاء مجلس المحافظة إلى الفرار إلى اقليم كردستان العراق الشمالي. وكان مجلسا محافظة صلاح الدين ومحافظة الأنبار اللتين تسكنهما أيضا غالبية سنية، أعلنا في وقت سابق عن سعيهما للتحول إلى إقليم.