يبدو أن زيارة السيسي للولايات المتحدةالأمريكية وما صاحبها من تفاعلات علي المستوي العالمي وفي إطار مدينة نيويورك نفسها، سوف تكون علامة فاصلة في مسيرة الإخوان، أو بمعني آخر سوف تكون النفس الأخير في جثة تنظيم الإخوان الدولي، وكلمة النفس الأخير هنا لا أعني بها أن إلاخوان انتهوا، ولكن المعني هنا يذهب الي التنظيم ككيان ولا يذهب الي التنظيم كأفراد. فقد راهن الإخوان الرهان الأخير علي الزيارة، راهنوا علي وجود عددي كبير يخطف أنظار العالم من زيارة السيسي وتتحول الزيارة الي حدث هامشي ويتم التركيز علي الجماهير الغاضبة من الزيارة وإدانة رئيس مصر ووصفه بالدورية والقتل وماحدث كان السحر الذي انقلب علي الساحر، فالحشود الإخوانية كانت هزيلة وقليلة القيمة، وتحول الإخوان الذي ظهروا يسبون ويهددون الي مادة للإدانة والسخرية والقرف، والأكثر من ذلك أن الإدانة امتدت أيضاً لجماعات اليسار المتطرف والليبراليين الذين أصبحوا سواء أرادوا أم لم يريدوا يخدمون علي الإخوان، ومن يطالع ماينشر علي. الإنترنت من إدانة هؤلاء يعرف ان الهوة اتسعت بما لا يتصوره أحد بين عموم المصريين والإخوان، وبين الشباب بعضهم وبعض. وراهن الإخوان أيضاً علي قطر وربما كانت صورة أحدهم وهو يسحب حقيبته في مطار الدوحة مغادرا قطر، وربما كانت دموع الدكتور كمال الهلباوي أيضاً عليهم، ربما كانت الصورة والدموع هما اختصار للموقف كله، فقد استجابت قطر لضغوط ومواءمات سياسية تطلبت التضحية بضيوف الأمس الذين تشردوا بين عدة دولة بعد ان طاب لهم المقام، وطابت لهم العيشة، وطابت لهم قناة الجزيرة، وجدوا أنفسهم غير مرغوب فيهم. وراهن الإخوان أيضاً علي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلي أن يتجاهل إعلامها ورئيسها رئيس مصر القادم ليحصل علي اعتراف دولي والذي جزء بعد ان قدم لهم المصريون سندا جديدا واختاروا مشروعه الوطني في قناة السويس، والذي وصل الي أمريكا وهو محملا بثقة المصريين لمرات ثلاث، ثقتهم في الدستور، وفي انتخابات التي أتت به، وثيقتهم في مشروع قناة السويس، راهن الإخوان علي تجاهل أو عدم اهتمام أمريكا في أسوأ الأحوال بالسيسي، ولكنهم وجدوا السيسي محور ا للتركيز الإعلامي، ووجدوا قاعة المنظمة الدولية تستضيف السيسي باهتمام كبير، ووجدوا رئيس أمريكا يطلب لقاء السيسي. تلقي التنظيم هذه الضربات الثلاث، وأصبح التنظيم في حالة النفس الأخير، أما الأفراد فقد توزعوا مابين الواقع الذي يصفعهم كل يوم بجديد، والانتماء للفكرة التي تريد السلطة بغطاء ديني. ربما يستمر الصراع لسنوات، وربما يزيد هوس الإخوان فينعكس في أعمال تقضي عليهم تدريجيا، وربما ينتقل الصراع بين تنظيمات تكفيرية والنظام المصري، أي ان كانت هذه التنظيمات وأعمالها الإرهابية بعيدة أو قريبة للإخوان فالنتيجة واحدة، ان الصراع وأعمال التفجيرات التي يرتكبها من هم غير إخوان إلا انها أيضاً بمثابة النفس الأخير في جثة الإخوان. ومع الوقت مع وضوح روية وانحياز النظام المصري الحديد ستزيد إشارات تحول الإخوان الي جثة.