صدر عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، كتاب جديد بعنوان «أخلاقيات الحرب في الإسلام»، للباحث الهندي محمد إقبال أبو بكر النائطي- مدير العلوم الشرعية بالجامعة الإسلامية بهتكل (كرناتك) في الهند، ومدير مؤسسة القرآن الكريم بهتكل الهندية. يقع الكتاب في 195 صفحة، ويشتمل على ستة أبواب تضم ثمانية عشر فصلا ً، تبدأ من تحديد معنى الحروب لغة واصطلاحًا، والحرب عند العرب قبل الإسلام، والحروب المشهورة في العهد الجاهلي، والحرب في الكتب المقدسة قبل القرآن الكريم (الحرب في التوراة، والحرب في الإنجيل، والحرب في الكتب الهندوسية القديمة)، ثم تنتقل إلى تناول الحرب في القرآن الكريم، ونظرة الإسلام إلى الحرب ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين، ومقاصد الجهاد في الإسلام ومراتبه وآدابه. وبعد ذلك ينتقل المؤلف إلى تقديم نماذج عملية لأخلاقيات الحرب في السيرة النبوية، وأخلاقيات الحرب في غزوتي الحديبية والفتح. ثم يلقي نظرة على غزوات الرسول الكريم وسراياه، ونظرة تحليلية لغزواته صلى الله عليه وسلم، ليخلص إلى الحوار في حروب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ويختم المؤلف كتابه بخلاصة البحث وبخاتمة مركزة ومختصرة. وكتب المقدمة لهذا الكتاب، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الذي أبرز أن « الحرب في المنظور الإسلامي حالة اضطرارية فعلاً، وليست حالة ثابتة، كما يهرف بما لا يعرف مَن كتبوا في هذا الموضوع، سواء من غير المسلمين من الغربيين، أو حتى من بعض ذوي الأصول الإسلامية ممن انساقوا وراء المغالطات والشبهات والأراجيف التي يرددها خصوم الإسلام، الذين هم في الحقيقة، خصوم للسلام الإنساني في المقام الأول». وجاء في المقدمة « أن ليس الإسلام دين (حرب مقدسة) كما يزعمون، فالحرب لا تقدس بأي حال من الأحوال. أما الجهاد في الإسلام، فمفهومه شامل جامع لا ينحصر في الحرب بمعنى القتال فحسب، فالجهاد قد يكون قتالاً. وقد يكون إصلاحاً للنفس وردعاً لها عن إتيان المعاصي والنزوع إلى المفاسد، وقد يكون إصلاحاً للمجتمع وتغييراً له بالسبل القويمة والوسائل المجدية، نحو الأصلح والأقوم والأفضل والأحسن، وسعياً وراء النهوض به وتطويره وتقدمه وتنميته، كما وقد يكون جهاداً في سبيل اكتساب العلم والتمكن منه، والتبحر فيه، والاشتغال به، واتخاذه وسيلة للبناء الحضاري، وقاعدة للنماء الاقتصادي، وسبيلا ً للإخاء الاجتماعي، ومنهجاً للسلام الإنساني».