"صبرا، شاتيلا، وشهدا الأقصى.. ألف حصار وحصار، وعيال كبرت قبل أوانها حالفة تاخد بالتار".. كلمات ضمن أوبريت الأقصى الذي غناه العشرات من المطربين والفنانين من أرجاء الوطن العربي فى أعقاب الانتقاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. واليوم يأتي الذكرى ال 32 لمجزرة "صبرا وشاتيلا" التي ذكرت فى الأوبريت، وربما لا يعرف عنها الكثير شيئاً.. «البديل» حاولت كشف ما هي مجزرة صبرا وشاتيلا، ومن فعلها، ومن كانوا الضحايا، وماذا حدث وأين.. "صبرا" هو حي في بيروت يقطنه الفلسطينيون، يلاصق شاتيلا، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين على أطراف العاصمة اللبنانية، في السادس عشر من سبتمبر عام 1982، تحركت قوات عسكرية إسرائيلية بأمر من وزير الدفاع آنذاك الصهيوني أريل شارون لمحاصرة "صبرا وشاتيلا"، وكان فى التحالف مع القوات الإسرائيلية حزب الكتائب اللبناني، وجيش لبنان الجنوبي بقيادة إيلي حبيقة، ومساعده سمير جعجع، وارتكبت القوات اللبنانية العسكرية المشار إليها واحدة من أبشع المجازر الدموية فى التاريخ فى حق الفلسطينيين فى "صبرا وشاتيلا"، فدخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها تتكون من خمسين مسلحًا بحجة وجود 1500 مسلح فلسطيني داخل المخيم، وقامت المجموعات المارونية اللبنانية بالإطباق على سكان المخيم، وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفال في سن الثالثة والرابعة وُجِدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة الإسرائيلية. كما أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاق كل المداخل إلى المخيم، فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة، فاستفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية. عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح، وتتراوح التقديرات ما بين 3500 و 5000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح. وفي هذا الشأن يقول حامد جبر القيادي الناصري إن مجزرة صبرا وشاتيلا واحدة من التواريخ السوداء التى مرت علينا، حيث تحالف حزب الكتائب اللبنانية مع الصهاينة وارتكبوا مذبحة للفلسطينين العزل، مشيراً إلى أن تلك المؤامرة كانت كاشفة أن القوات الصهيونية لها شركاء فى داخل الوطن العربي، والمؤامرة ممتدة ليومنا هذا، ونكتشف باستمرار المتحالفين مع الصهاينة. وأضاف "جبر" قائلاً "مذبحة صبرا وشاتيلا ليست بعيدة عما يحدث اليوم، فما يسمى ب "داعش" هو إرهاب صنعته أمريكا والغرب؛ ليرتكب مجازر بشعة فى حق الشعوب العربية، وهو ما يستوجب على تلك الشعوب والحكومات أن تعي هذا الخطر وتتحد فى مواجهة هذا الإرهاب لضمانة عدم تكرار تلك المذابح بحق الأمة العربية ككل. وأشار القيادي الناصري إلى أن التحركات العربية نحو مذبحة صبرا وشاتيلا لم تكن على مستوى الحدث، واليوم نرى أن لبنان تسمح للقاتل سمير جعجع الذي تلوثت يداه بدماء الفلسطينيين بالترشح للرئاسة، وهو الأمر الذي يعد غريباً من نوعه، حيث يسمح لسفاح بأن يترشح للرئاسة. وقال ماهر مخلوف أمين القاهرة بحزب الكرامة الشعبي الناصري إن مذبحة صبرا وشاتيلا حدثت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وكان المستهدف الأساسي من المجزرة هو منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بقيادة البطل يسار عرفات التى أطلقت أولى الرصاصات على الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن القوات الصهيونية – اللبنانية المشتركة حاصرت أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية الفلسطينية فى صبرا وشاتيلا اللذين كانا مخيمين للفلسطينيين على أطراف بيروت، وارتكب الصهيانة وحزب الكتائب اللبنانية بقيادة إيلي حبيقة وسمير جعجع مذبحة فى حق أكثر من 3000 فلسطيني من بينهم أطفال وشيوخ ونساء، ثم انسحبوا بعد ذلك. وأكد "مخلوف" أن سمير جعجع وهو أحد الأسماء المرشحة إلى رئاسة لبنان هو قاتل محترف، وكما تلوثت يده بدماء الفلسطينيبن فى صبرا وشاتيلا، ارتكب عمليات قتل واغتيال أخرى، منها قتل رشيد كرامي رئيس وزراء لبنان السابق، وقتل داني شمعون نجل رئيس لبنان السابق، وعشرات الجرائم الأخرى، كما حصل على حكم محكمة بإدانته، ونعرف جميعاً أن حكم المحكمة هو عنوان الحقيقة، وبعد أن خرج من السجن أراد أن يعمل في منصب حكومي، ليرشح نفسه لرئاسة لبنان فيما بعد وكأن شيئاً لم يكن.