الإضراب عن الطعام وسيلة من وسائل المقاومة السلمية والضغط ، حيث يكون عمل من أعمال الاحتجاج السياسي لإثارة مشاعر الإحساس بالذنب لدى الآخرين، ولتحقيق هدف معين كتغيير السياسة المتبعة، ومعظم المضربين عن الطعام لا يضربون عن السوائل، وإنما يضربون عن الطعام الصلب. هذه الوسيلة التى عادت مؤخراً بقوة لتفرض نفسها من جديد على الساحة السياسية بعدما فاض الكيل بأغلب السجناء السياسيين سواء بسبب طول مدة الحبس الاحتياطى دون أسباب أو للقبض عليهم بسبب قانون التظاهر، أو أن الإضراب يكون بسبب سوء معاملة السجين، ومن هنا بدأت أعداد المضربين عن الطعام داخل السجون المصرية تزداد، فيما بدأ من هم خارج أسوار السجون بالبدء هم بالإضراب عن الطعام تضامنا مع أصدقائهم رافعين شعار"معركة الأمعاء الخاوية". ولا تزال معركة الإضراب عن الطعام هى الطريقة الاحتجاجية الأكثر خطراً وخصوصاً بعدما ساءت الحالة الصحية للسجناء السياسيين فى الفترة الأخيرة مثلما حدث مع الناشطة السياسية "سناء سيف" والناشط "أحمد دومة"وغيرهما". وفى هذا الصدد أكدت الدكتورة عايدة سيف الدولة-أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس- والحقوقية البارزة بمركز النديم لعلاج ضحايا العنف والتعذيب والتى أعلنت بدأها فى الإضراب عن الطعام تضامناً مع المعتقلين المضربين، قائلة "لا أجد في يدي وسيلة للتضامن والضغط إلا أن أبدأ إضرابي عن الطعام بشكل جزئي تضامنا مع معتقلى الرأى". وأضافت"الإضراب عن الطعام وسيلة مشروعة للاحتجاج وأن الإضراب له وجهان جزئى وكلى والغرض من الاثنان هو الامتناع عن الطعام، ففى الأول يسمح بأخذ كم من العصائر الطبيعية، أما الثانى فيتناول المياه والشاى والقهوة دون سكر". وأكدت أن هناك أطباء تغذية سيتواجدون بشكل دورى بمقر جبهة طريق الثورة وحزب العيش والحرية – تحت التأسيس للاطمئنان بشكل على صحة المضربين ومتابعتهم أولا بأول". من ناحية أخرى قالت الدكتورة سالى توما- أستاذ الطب النفسى-إن هناك مرضا نفسيا ناتجا عن الإضراب عن الطعام سواء كليا أو جزئيا اسمه "أنوركسيا" وهو تقليل الأكل لمرحلة تجويع النفس، وبعد ذلك تبدأ المعدة فى مرحلة الانكماش وهو ما يصعب من عملية الطعام. وأشارت إلى أن هذا بالإضافة إلى قلة النوم والتوتر والاكتئاب، والحواس تصبح حساسة جداً، بمعنى عدم احتمال الضوضاء أو صوت مرتفع قليلاً عن الطبيعى مع وجود صداع شديد طول الوقت والعصبية حتى يصبح المضرب بعد ذلك فى حالة لامبالاة". وفى السياق نفسه، قال الدكتور يوسف فؤاد حلمى"استشارى التغذية"، إن قرار الإضراب فى الحقيقة قرار مصيرى وأن الإنسان يستطيع أن يضرب عن الطعام لمدة أيام طويلة باستخدام السوائل وبعد يوم يبدأ مرحلة جديدة وهى تعب أجهزته الجسدية، والمضرب لا يستطيع التحمل أكثر من 3 إلى 4 أيام وبعدها يتعرض المضرب للوفاة". وأضاف"المضرب لفترة طويلة تحدث له بعض الأمراض بسبب سوء التغذية لأن جسمه يفتقد كل البروتينات والفيتامينات التى يحتاجها حتى لو كان يتناول بعض العصائر الطبيعية من وقت لآخر، مؤكداً أن المضرب فى هذا الوقت لابد أن يلقى رعاية صحية وطبية من نوع خاص حتى لا تتدهور صحته سريعاً مع طول مدة الإضراب".