تضاربت الأنباء حول طبيعة المباحثات بين اسرائيل والفلسطينيين حول إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة والشروط المرتبطة بها. ففي حين ذكر موقع "واللا" الإخباري العبري الخميس، فرض الجهاز الأمني الإسرائيلي شروطاً تعجيزية على إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة خلال الفترة المقبلة، للبدء بإعادة إعمار المنشآت والبنى التحتية التي تدمرت بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، صرح مسؤول فلسطيني أن المباحثات الخاصة بإدخال مواد البناء عبر معبري رفح وكرم أبو سالم في مراحل متقدمة. ويعد كرم أبو سالم المعبر التجاري الوحيد الذي يفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، ويستخدم لإدخال البضائع والسلع عبر شاحنات محملة، وتسيطر عليه إسرائيل، أما معبر رفح فهو بين قطاع غزة ومصر وتتحكم فيه السلطات المصرية. وذكر الموقع الإخباري على لسان مسؤول في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، إن من أبرز الشروط التي وضعها الجهاز الأمني الإسرائيلي، تتمثل في تقديم كل من يرغب بالبناء من أفراد ومؤسسات، بطلب يحدد فيه طبيعة المبنى المراد إنشائه، وخارطة توضح مكانه، على أن تكون الموافقة صادرة عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وأضاف المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، إن من بين الشروط الواجب توفرها للسماح بإدخال مواد بناء، أن يقوم صاحب العقار المراد إنشاؤه، بتحديد كمية الحديد والاسمنت والمواد الأخرى اللازمة للبناء في الطلب الذي سيرسل إلى إحدى المؤسسات الأمنية الإسرائيلية. ومن جهته قال مسؤول في الحكومة الفلسطينية، الخميس، إن مباحثات وصلت إلى مراحل متقدمة بشأن إدخال مواد البناء عن طريق مصر من خلال معبر رفح، ومن إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم، على أن يتم الإعلان عن هذا الاتفاق خلال لقاء قريب في القاهرة. وأضاف المسؤول إن الجانبين المصري والإسرائيلي يشددان على ضرورة تواجد قوات من حرس الرئاسة الفلسطينية للإشراف على معبر رفح البري، حتى يتسنى إدخال مواد البناء وسلع أخرى كان يحظر إدخالها إلى القطاع. وألمح إلى أن الاتفاق على إدخال مواد البناء سيكون قبل عقد مؤتمر المانحين في القاهرة وأوسلو، "لأن موضوع إدخال هذه المواد يشكل تحدياً أمام عقد المؤتمر، لذا من الضروري أن يتم الإعلان عن صيغة وآلية لإدخال المواد قبيل إطلاق مؤتمر المانحين". وترفض إسرائيل منذ أكثر من عام، إدخال مواد بناء إلى قطاع غزة إلا للمؤسسات الدولية فقط، وذلك في أعقاب اكتشافها أحد الأنفاق الواصلة بين غزة والأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية، وقد استخدم في بناء النفق أطنان من مواد البناء.